Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 63-63)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِى قُلُوبِهِمْ } من النفاق وحب المخالفة ، فلن يفوته عقابهم { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } لا تعاقبهم ، فإن فى ترك عقابهم صلاحاً ، ولو عاقبتهم لقال ناس بجهلهم ، عاقبهم فى أدنى شىء ، وكانت الفتنة فى أهله ، أو فأعرض عن قبول عذرهم ، كما يقال اعتذر إليه فأعرض عنه بمعنى أنه لم يجبه بقبول عذره ولم يلتفت إلى قبوله ، والمصيبة تكون عقاباً على الذنب ، وإن لم يتب عوقب أيضاً عليه فى الآخرة ، وتكون للثواب وتكون مغفرة لما لم يصر عليه وأَهمله { وَعِظْهُمْ } بالزجر عن النفاق والمكر والكذب ، وبعقاب الله فى الآخرة { وَقَل لَّهُمْ فِى أَنْفُسِهِمْ } فى شأن أنفسهم الخبيثة وحقها ، أو فى خلوة بهم فإن النصح فى السر أنفع وفى الجهر فضيحة { قَوْلاً بَلِيغاً } أكيداً يأخذ منهم مأخذاً بأن يكون خشونة فى حق ، مثل أن يقول أنتم لا بد مغلوبون مفتضحون ، وقد استوجبتم أكثر مما استوجب من أظهر الشرك ، إلا أن الله ستر عليكم لظاهر إسلامكم ، فكيف تأمنون أن ينزل عيكم ما أنزل على المشركين المجاهرين من قتل ، وسبى ، وغنم ، فقد يسلط الله عليكم المسلمين .