Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-66)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ أنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } فى التوبة { أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ } كما أمرنا بنى إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ، أو ادخلوا فى الجهاد الذى هو من أسباب القتل { أوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم } كما أمرنا بنى إسرائيل حين عبدوا العجل أن يخرجوا من مصر توبة { مَّا فَعَلُوهُ } ما فعلوا أحدهما المأمور به فى التوبة ، أو ما فعلوا المكتوب { إلاّ قَلِيلٌ مِّّنْهُمْ } وهم المخلصون ، قال أبو بكر ، وعمر وعبد الله بن رواحة ، وابن مسعود ، وعمار ، وثابت بن قيس ، وغيرهم : لو أمرنا لقتلنا أنفسنا ، وفى الحديث : " إن الإيمان أثبت فى قلوب رجال من أمتى من الجبال فى مراسيها " ، وقد سهلنا لهم التوبة بدون الخروج من الديار وقتل الأنفس ، ولم نشدد عليهم كما شددنا على بنى إسرائيل ، ولم يتوبوا وقد تابت بنو إسرائيل بذلك التشديد ، وقتل سبعون ألفاً منهم أنفسهم { وَلَوْ أنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ } من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم { لَكَانَ } فعلهم ذلك { خَيْراً لَهُمْ } نفعاً أو حسناً بفتحتين وغيره قبيح ، أو أحسن من عدم الفعل على أن فى عدمه حسنا بضم فإسكان { وَأشدَّ تَثْبِيتاً } لهم فى الدين ، ولثواب أعمالهم ، لأنه ، أعنى فعل ما يوعظون به ، شد لتحصيل العلم ، ونفى الشك والطاعة تدعو إلى أمثالها ، والواقع منها فى وقت يدعو على المواظبة عليه ، روى أبو نعيم عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم : " من عمل بما علم أورثه الله تعالى بعلم ما لم يعلم " ، والآية فى شأن المنافق بشر واليهودى ، وتقدمت قصتهما ، وقيل الآية والتي قبلها فى حاطب ابن ابى بلتعة ، أو ثعلبة بن حاطب ، أو حاطب بن رشد ، أو ثابت بن قيس ، خاصم لزبير بن العوام فى شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل ، ونخل الزبير أسبق ، لها ، فقال صلى الله عليه وسلم ، " اسق يا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك " ، فقال حاطب ، لأن كان ابن عمتك ، يتلوّن صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم " اسق يا زبير ، ثم احبس الماء إلى الجدر ، واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك " ، أمر الزبير بترك بعض حقه ، ولم يعرف حاطب ذلك ، فبين له أن الحل أن يسقى الزبير حتى يصل الماء ، الجدر ليعلم الحق ، وأنه تفضل عليه لا انتقام ، والشراج مسيل الماء من الحرة إلى السهل ، والحرة أرض ذات حجارة سود ، وفى الحديث الإصلاح بالنقص من حق صاحب الحق بدون إعلامه وإرضائه للإدلال على الذى له الحق ، إذا علم أنه يرضى ، أو ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم أحق بمال أمته ، وقال قتادة لمن قضى صلى الله عليه وسلم ، فقال حاطب : لابن عمته ولوى شدقه ، فقال يهودى : إنه آمن به وأنكر حكمه ، قاتله الله .