Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 89-89)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدُّوا لَوْ } لو مصدرية ، ولا داعى إلى جعلها شرطية ، وتقدير جوابها هكذا لسرهم ذلك { تَكْفُرُونَ } تمنوا كفركم { كَمَا كَفََرُوا } مثل كفرهم { فَتَكُونُونَ } أنتم وهم { سَوَآءً } مستوين فى حصول الضلال ، ولو تفاوت كثرة وقلة وعظماً وصغراً { فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا } إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إيمانا ورغبة فى نشر دين الله والجهاد { فِى سَبِيلِ اللهِ } لا لغرض دنيوى ، كتزوج امرأة ، أو طمع فى مال أو جاه ، وبعد فتح مكة نسخ وجوب الهجرة ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " المهاجر من هاجر ما نهى الله عنه " ، وهذه الهجرة لا يدخلها النسخ ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أنا برىء من كل مسلم أقام بين ظهرانى المشركين " ، وهذا أيضاً منسوخ بفتح مكة ، إلا أن يذهب إليهم ويقيم فيهم ، أو كان بلدهم بلده ولم يصل إلى إقامة دينه معهم وإن كان بلده ووصل إلى إقامة دينه لم يلزمه الخروج بعد فتحها ، والهجرة ثلاث : الأولى مفارقة دار الشرك إلى دار السلام رغبة فيه ، الثانية ترك المنهيات ، والثالثة الخروج للقتال ، وتحتمله الآية بأن يقال نزلت فيمن رجع يوم أُحد { فَإِن تَوَلَّوْا } أعرضوا عن الهجرة فى سبيل الله { فَخُذُوهُمْ } أسرى وأنتم مخيرون فى الأسرى { وَاقْتُلُوهُم حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } وقدرتم عليهم فى الحل والحرم ، فإنه لا ينفعهم الإيمان مع البقاء فى مكة أو غيرها قبل نسخ الهجرة ، فهم كسائر المشركين بخلاف منافقى المدينة ، ومن هاجر ونافق فإنه يكتفى منه بكلمة الشهادة الظاهرة منهم ، ولو تبين أن هجرته لغرض دنيوى ، فهذا تحقيق المقام لا ما تجده فى الكتب ، وقيل المراد هنا خصوص القتل ، والأخذ مقدمة له ، وليس كذلك فإن الأكثر القتل بلا قبض على المقتول { وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيَّا } تحبونه وبلى أمركم وتلون أمره { وَلاَ نَصِيراً } تنصرون به على أعدائكم .