Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 32-32)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويا قوْم } كرر النداء لزيادة التنبيه والايقاظ عن سنة الغفلة ، وجىء بالواو فى هذا النداء الثالث دون الثانى ، لأن الثانى داخل على كلام هو بيان للمجمل خلاف الثالث { إنِّي أخافُ عليْكم يَوم التَّناد } يوم القيامة ينادى فيه الناس بعضهم بعضا للاستغاثة ، أو تصايحون بالويل والثبور ، فسمى التصايح نداء ، لأن بعضا يتصايح الى بعض كصورة النداء ، أو سمى يوم القيامة يوم التنادى ، لأنه ينادى فيه ، ألا أن فلانا قد سعد سعادة لا يشقى بعدها ، وان فلانا قد شقى شقاوة لا يسعد بعدها ، أو سمى لأنه ينادى فيه : يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت ، وذلك حين يمثل لهم الموت بكبش ، ويذبح ، وفيه لا تفاعل فى ذلك ، ولعل صيغة التفاعل تأكيد أو تشبيه لنداء أصحاب الجنة أصحاب النار ، وأصحاب النار أصحاب الجنة كما فى سورة الأعراف . قيل : أو لأن الخلق ينادون الى المحشر ، ويبحث بأنه لا تفاعل فيه فانه نداء لا تناد فيحتاج الى التجوز بأن ذلك يشبه نداء بعض بعضا ، أو بالمبالغة فى النداء ، أو لنداء المؤمن : { هاؤم اقرءوا كتابيه } [ الحاقة : 19 ] والكافر : { يا ليتني لم أوت كتابيه } [ الحاقة : 25 ] وفيه البحث المذكور ، وعن ابن عباس : ينادى الناس بعض بعضا عند نفخة الفزع فى الدنيا ، وروى هذا عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : يحتمل كل نداء واقع على الكفار فى الموقف ، وفيه البحث المذكور .