Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 46-46)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ النَّار } مبتدأ { يُعْرضون عَليْها } خبر ، وإذا قلنا سوء العذاب نار الآخرة فالنار بدل من سوء العذاب ، ويعرضون عليها حال من لفظ النار ، أو من لفظ آل أو مستأنف والعرض استعارة بالكناية ، شبهت النار بعاقل يعرض عليه الشىء فيقوله ، أو يرده ، فرمز لذلك التشبيه بالعروض وهو استعارة تخييلية ، ولا يختص العرض بأن يكون لطالب نفس الشىء المطلوب كما توهمه عبارة بعض ، أو الكلام استعارة تمثيلية ، وذلك من باب قولهم عرض الامام الأسرى على السيف { غُدوّاً وعشيا } قبل يوم القيامة ، وعن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة ، فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار ، فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى إليه يوم القيامة " ، والعرض لأرواحهم فى أجواف طير سود مرتين ، فى كل يوم كما جاء الحديث به ، وروى موقوفا : وتلك الطيور تصور من أعمالهم . أو بكرة وعشيا عبارة عن الدوام لا خصوص الوقتين ، وعلى خصوص الوقتين لا يعذبون فى غيرهما ، وهو المتبادر ، أو يعذبون بغير النار ، ولعل المراد مقدار ذلك على الأول ، وإلا ففى أى مكان يعتبر الوقتان فانهما لا يتحدان فى الأرض كلها ، وقد يقال يعتبران فى بلادهم التى كانوا فيها ، وفى البيهقى : ان لأبى هريرة كل يوم صرختين : صرخة أول النهار ذهب الليل وجاء النهار ، وعرض آل فرعون على النار ، فلا يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله من النار ، وأبو هريرة يمثل بغدو المدينة وعشيها ، أو البلد الذى هو فيه ، ولعل الغدو والعشى غدو مكة وعشيها ، إذ هى بلد نزول الآية ، والآية دليل على ثبوت عذاب البرزخ فيما قيل ، لكن الآية فى الأرواح ، ووردت أخبار بثبوته للأبدان ، وفيها أرواحها ، وذلك قبل قيام الساعة . { ويَوم تَقُوم السَّاعة أدخِلوا } يقول الله عز وجل للملائكة : { يوم تقوم الساعة أدخلوا } { أل فرعَون } فرعون وأتباعه على حد ما مر { أشدَّ العَذاب } هو عذاب جهنم لأبدانهم وأرواحهم ، وهو أشد من عذابهم قبل ذلك غدوَاً وعشيا ، أو أشد عذاب جهنم ، لأن بعض عذابها أشد من بعض ، قيل : أشد عذابها عذاب الهاوية ، وقيل : يوم متعلق بأدخلوا ، ولا بد مع هذا أيضا من تقدير القول ، ويضعف عطفه على عشيا أو غدوّاً فيقدر القول أيضا .