Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 64-64)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الله الَّذي جَعَل لكُم الأرْض قراراً } محل قرار وثبات لا تغرقون فيها كالماء { والسماءَ بِناءً } كقبة عليكم كرية الشكل ، وذلك تشبيه بليغ ، لأن البناء فيما يصنع شيئا فشيئا ، والسماء مخلوقة بمرة ، وقيل استعارة كالخلاف فى زيد أسد ، وذكر تفضله فى البدن بقوله تعالى : { وصوَّركُمْ } أولا على ما أنتم عليه صغارا جدا منتصبى القامة { فأحْسَن صُورَكم } بعد ذلك بالانماء والقوة على علاج الصنائع وإبقاءكم بلا شعر إلا فى مواضعه لا كالحيوان المكسو بالشعر ، أو الفاء للتفسير ، أى صوركم أحسن تصوير ، وذكر التفضل فى غير البدن مع رجوع النفع الى البدن بقوله : { ورزَقَكُم من الطيِّبات } ما يليق بالطبع من طعام وشراب ولباس ، والرزق ما ينتفع به ، ولو شاء لرتب حياتنا على طعام وشراب مرين أو كريهين ان لم نأكلهما متنا ، ولزمنا أن نأخذها على الوجه الحلال ، وزعم بعض أن الطيبات الحلال ، وليس المحل له ، وانما يفسر به فى محل الأمر بالاكل ، والمحل هنا للامتنان ، فناسب التفسير بالذات اللائقة بالطبع ، وأيضا رزقنا الله الحلال والحرام ، لأن من أكل الحرام أكل رزقه إلا أنه يؤاخذ عليه . { ذلكُم } الموصوف بتلك الأفعال { الله ربكم فتبارك الله } تعالى شأنا { ربُّ العَالمين } مالكهم وحافظهم ، ولو ترك حفظهم لفنوا وصاروا عدماً .