Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 67-67)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُو الَّذي خلقكم مِن تُرابٍ } بواسطة خلق أبيكم منه ، أو يقدرمضاف ، أى خلق أباكم فأصلكم تراب ، كأنكم من التراب ، أو من خلقكم من أغذية تولدت من تراب ، بأن تصير دما ، ومن هذا الدم النطفة كما قال : { ثمَّ مِنْ نطفةٍ } منى { ثمَّ مِن عَلقةٍ } دم جامد تولد من النطفة ، ولم يذكر المضغة والعظام لذكرهما فى الآية الأخرى ، ولعل ذكر ذلك فقط ، لأنه أهون شىء وأخسه { ثمَّ يخرجُكم } من بطون أمهاتكم { طِفَلا } أى أطفالا ، والطفل يطلق على الواحد والاثنين فصاعدا ، والذكر والانثى ، أو اعتبر اخراج كل واحد على حدة فافرد . { ثمَّ لتبْلغُوا } متعلق بمعطوف محذوف أى ثم يبقيكم لتبلغوا أو يعطف على علة محذوفة متعلقة بيخرجكم ، أى ثم يخرجكم طفلا لتكبروا شيئا فشيئا ثم لتبلغوا { أشدَّكُم } كما لكم فى القوة والعقل { ثمَّ لتَكُونوا شيُوخاً } عطف على لتبلغوا ، أو متعلق بمعطوف مقدر ، أى ثم يعمركم لتكونوا أو يبقيكم لتكونوا { ومنْكُم مَن يُتوفَّى مِنْ قبل } من قبل ما شاء الله من ذلك ، من قبل الإخراج ، أو من قبل الأشد ، أو قبل الشيخوخة . { ولتَبْلغُوا أجلاً مُسمى } عطف على لتكونوا ، أو على لتبلغوا عطف عام على خاص أو متعلق بمحذوف معطوف على خلقكم ، أى وفعل ذلك الخلق من تراب ، ثم من نطفة الخ لتبلغوا أجلا مسمى ، أو يقدر بعد مسمى ، والأجل المسمى يوم القيامة ، والمراد لتبلغوه للجزاء ، أو يقدر مضاف أى لتبلغوا جزاء أجل مسمى ، وذلك أن الجن والإنس خلقوا العبادة والجزاء ، وليس للأجل المسمى يوم الموت فانه يعارضه ، ومنكم من يتوفى ، فان من توفى لا يقال فيه بعد يبلغ أجلا مسمى { ولعلَّكم تعْقلُون } لتعقلوا عن ربكم أنكم تبعثون بعد الموت ، كما أنكم خلقتم من أشياء ميتة ، أو يحييكم كما أماتكم ، أو لتعقلوا ما فى خلقم من ذلك من الحكم والعبر ، والأول أولى ، وإنما يفسر باعتبار الحكم والعبر ، لو كان الخطاب للمؤمنين لأن الكافرين لا يطلب منهم الاعتبار بذلك لذاته ، وأما أن يطلب منهم لينتقلوا منه الى الايمان بالبعث ، فجائز راجع للتفسير الأول .