Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 80-80)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَكُم فيها منافعُ } كالألبان والأصواف ، والشعور والجلود ، وكراء الابل للحمل ، والبقر للحرث { ولتَبْلغوا عَليها حاجةً في صُدوركُم } ثابتة فى صدوركم ، كحمل الأثقال ، والعطف على لتركبوا ، والمتبادر الى أفهامنا أن يؤتى بلام التعليل فى الكل فيقال : ولتأكلوا منها ، أو تترك فى الكل فيقال : تركبوا منها ، ومنها تأكلون لكن لو عطف تأكلون على تركبوا أو أدخل عليه اللام لحذفت النون ، وفاتت الفاصلة ، كما أنه لو لم يقدم قوله منها لفاتت ، وأما قوله : { ولكم فيها منافع } فكالتابع للاكل فيجرى مجراه ، أو يجعل حالا من الواو ومن ها ، وقال : { ومنها تأكلون } بالجملة الحالية ، ومضارع الاستمرار تمييزا عن الركوب ، بكون الأكل من ضروريات الانسان ، وكذا { ولكم فيها منافع } باعتبار الشرب واللبس ، وهما ضروريان ، ويبحث بأن الضرورى أحق بالتعليل ، وقوله : { لتبلغوا عليها } راجع للابل ، وكذا قوله تعالى : { وعليْها وعَلى الفُلْك تُحمَلون } فبعض ذلك عام ، وبعضها خاص ، وقد قيل : المراد بالأنعام وضمائرها بالابل خاصة ، وهو قول الزجاج ، وهى سفائن البر ، والفلك سفائن البحر ، وليس ذلك فى جانب الابل تكرارا مع الركوب ، لأن المراد بيان أن لكم سفائن فى البر ، وسفائن فى البحر ، وقيل : المراد هنا حمل النساء والولدان ، والمرضى والشيوخ والضعفاء على الابل فى الهوادج ، ولذلك فصل عن الركوب كما قد يقال فى قوله تعالى : { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } أنه فى ركوبها للحج والغزو ، وطلب العلم ، واقامة دين ، وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، ومن تستحب زيارته ، ففصل لذلك عن مطلق الركوب ، وأدخل بعض فى الأنعام : الخيل والبغال والحمير ، وكل ما ينتفع به من البهائم ، وقدم عليها وعلى الفلك للفاصلة ، وبطريق الاهتمام ، ولم يقل وفى الفلك كما قال : { قلنا احمل فيها } [ هود : 40 ] للمشاكلة ، ولأن من فى السفينة مستعل على أرضها أو على سقفها .