Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 3-3)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كتاب } خبر ثان { فُصِّلت آياتُه } نعت كتاب ، وتفصيلها لفظى ومعنوى ، أما اللفظى فكجعلها سوراً ، وجعلها فواصل باتحاد اللفظ فى آخر كل فاصلة ، أو بالموازنة كقوله تعالى : { إذا وقب } [ الفلق : 3 ] باعتبار ما قبله ، وقوله : { مِن مَسَد } [ المسد : 5 ] كذلك ، وكل فاصلة تمام آية ، والمعتبر ما قبل ألف التنوين فى الوقف ، وما قبل الف الاطلاق : كالسبيلا ، والرسولا ، والأمر والنهى ، والإخبار والثواب والعقاب ، والحلال والحرام ، والحق والباطل ، وبعضها يتضمن بعضا ، ولكن اختلف بالاعتبار ، ويضعف ما قيل إنها فصلت بالتنزيل ، إذ لم تنزل بمرة كسائر كتب الله عز وجل ، ويضعف أن يقال : جعلت فاصلة بين النبى صلى الله عليه وسلم من وخالفه . { قرآناً } حال من كتاب لأنه بمعنى مقروء أو لنعته بما هو كالمشتق وهو قوله تعالى : { عربياً } منسوب الى العرب ، وهو امتنان من الله تعالى ، إذ جعله بلغة القوم الذين نزل على نبيهم ، فيسهل عليهم لفظه ومعناه ، وينشرونه للعجم بالترجمة ، وكذا امتن الله على أهل كل كتاب بانزاله بلغتهم ، وهذه الحال مؤكدة ، فكونه قرآنا هو معنى كتابا لأن المكتوب مقروء ، أو توطئه للنعت بعده ، وأجيز أنه مفعول مطلق لنعت محذوف ، أى مقروء قرآنا عربيا ، أى قراءة عربية ، لكن فيه النعت بالمفرد ، بعد النعت بالجملة ، أو قدر الفعل أى يقرأ قرآنا عربيا بالبناء للفعول . { لقوم } متعلق بفصلت ، ولا تنصت الى ادعاء تعليقها بتنزيل ، ولا الى دعوى تعليقها بمحذوف نعتا لقرآنا ، ولا الى كون اللام للتعليل { يعْلمُونَ } يعرفون معانيه ، لكونه بألسنتهم ، وهم كفار ، عدى لواحد لكونه بمعنى يعرف أو لا يعلق معناه بمفعول فيكون كاللازم ، أى أهل علم ونظر .