Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 40-40)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أنَّ الَّذين يُلحدونَ فى آياتنا } يميلون عن الحق فى شأن القرآن الى الباطل بالتكذيب ، وجعله من أساطير الأولين ، وسحرا وبالمكاء والصفير واللغو ، وكذلك فى غير القرآن من كتب الله ، وزادت الكتب بالتحريف منهم ، وذلك أنسب بقوله سبحانه وتعالى : { وقال الذين كفروا لا تسمعوا } [ فصلت : 26 ] الخ ، أو الآيات الدلائل التكوينية ، كالليل والنهار ، والشمس والقمر ، واحياء الأرض يميلون بالأعراض عن أن تكون دلائل على البعث ، وهذا أنسب بقوله : { ومن آياته الليل } [ فصلت : 37 ] الخ وقوله تبارك وتعالى : { ومن آياته أنك ترى } [ فصلت : 39 ] الخ { لا يَخْفَوْن عَليْنا } فلا ينجون من عقابنا بالنار على إلحادهم ، كما قال : { أفَمنْ يُلْقَى في النَّار } يليها بجسده كله عاريا مقهورا خائفا { خيرٌ أم مَّن يأتي آمنا } منها { يَوْم القِيامَة } يبعث السعداء آمنين منها ، ويحدث عليهم الخوف بأهوال الموقف ، فينسون الأمن ، ودق يتكرر ذلك عليهم ، يخطر فى قلوبهم ، ويزول ، والله أعلم . اللهم أسألك الأمن ، ولم يقابل الالقاء فى النار بادخال الجنة ، بل قابلة بالاتيان فى أمن ، لأن الأهم لأهل المحشر الأمن من النار ، ولو بموت أو من شدة عذاب المحشر ، أو بدون دخول الجنة ، ولا يخطر فى بالهم دخول الجنة حال الخوف ، أو حذف من كل ما ثبت فى الآخر أى أفمن يأتى خائفا يوم القيامة ، ويلقى فى النار خير ، أم من يأتى يوم القيامة آمنا ، ويدخل الجنة ، ويجوز أن يراد بالاتيان فى الأمن ، الذهاب الى الجنة بعد فراغ أمر الموقف ، والآية على العموم وقال ابن عباس : الآية تمثيل بأبى جهل لعنه الله والصديق رضى الله عنه ، وعن ابن بشير : نزلت فى أبى جهل وعمار رضى الله عنه ، وقيل : فى أبى جهل وعمر ، وقيل : فيه وفى حمزة ، وقيل : فيه وفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . { اعْمَلوا ما شِئْتُم } من الاشراك والمعاصى أمر تهديد { إنَّه بما تَعْملون بَصيرٌ } فيجازيكم على عملكم .