Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 30-30)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما أصابكُم } أيها المكلفون المؤمنون والكافرون { مِنْ مُصيبةٍ } كمرض وحزن واحتياج { فبما كَسَبت أيديكُم } من الذنوب ، أو من سوء التدبير لأبدانكم وأحوالكم ، وما موصولة لعدم الفاء فى جوابها ، ولداع مثل هذا يقال بموصوليتها ، لأن الأصل أن لا تحذف الفاء فى جواب الشرط ، ولو كان الشرط ماضياً ، وليس أنكم لمشركون جوابا لأن فى سورة الأنعام " بما كسبت أيديكم " خبر ، ويجوز أن تكون شرطية ، ويقدر الجواب بما يصلح شرطا ، فلا يحتاج للفاء ، أى أصابكم بما كسبت أيديكم ، ويدل على ذلك قراءة فيما بالفاء ، التى هى أصل فى الشرطية ، أى فاصابته إياكم بما كسبت أيديكم { ويعْفو عن كَثيرٍ } من ذنوبكم ، وسوء تدبيركم ، لا يرتب عليه سوءا ، أو عن كثير من الناس ، والمتبادر الأول ، ويدل له رواية أبى موسى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر " وقرأ { ما أصابكم } الآية رواه الترمذى . ولما نزلت قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما من خدش عود أو اختلاج عرق ولا نكبة حجر ، ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عز وجل عنه أكثر " وعن عكرمة : ما من نكبة أصابت عبدا فما فوقها الا بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بها أو درجة لم يكن الله ليرفعه لها إلا بها " وفى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها سيئة " وكانت أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه تصدع فتقع يدها على رأسها وتقول : بذنبى وما يغفر الله تعالى أكثر . وقيل لشريح : بم هذه الفرحة فى كفك ؟ فقال : بما كسبت يدى وما أصاب الأنبياء ونحوهم ممن لا ذنب له ، فهو لرفع الدرجات ، أو لتأديب عن شىء ما ، وما أصاب الطفل ونحوه ممن لم يكلف يثاب عليه فى الآخرة ، ويثاب عليه أبواه ، ومن يشق عليه بحسن الصبر ، قال على : ألا أخبركم بأفضل آية فى كتاب الله تعالى حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " وسأفسرها لك يا على ، وما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء فى الدنيا ، فبما كسبت أيديكم ، والله تعالى أكرم من أن يثنى عليكم العقوبة فى الآخرة ، وما عفا الله عنه فى الدنيا فالله سبحانه أكرم من أن يعود بعد عفوه ، ولا يخفى أن المراد ما تيب عنه ، وأما ذنب أصيب ولم يتب عنه ، فمعاقب عليه فى الآخرة ، وما أصيب به من جلد وقطع ونحوهما لا يكفر عنه ذنبه إن لم يتب عوقب بذنبه فى الآخرة .