Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 33-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن يشَأ يُسْكن الريح } التى تجرى بها وذلك الاسكان بتمويجها ، وسبب التمويج تكاثف الجو الذى قدام السفن ، وتراكم بعضه على بعض ، لأنه جسم لطيف ، وسبب التكاثف اما انخفاض درجة حرارة الجو ، فيقل امتداده ، ويتكاثف ويترك أكثر المحل الذى هو مشغول به حالياً ، واما اجتماع بفجاءة يحصل فى الأبخرة المنتشرة فى الجو ، فيخلو محلها ، فاذا وجد الجو أما من قريب جرى بقوة ليشغله فتحدث الريح ، وتستمر حتى تملأ المحل ، وذلك أسباب خلقها الله ، ولو شاء لفعل بلا سبب . { فيَظْللنَ } يصرن بالاسكان ، أو يدمن ، وأصله الفعل فى ظل النهار { رَواكِد } واقفات عن الجرى لا عن الحركة ، لأنهن يتحركن { على ظَهْره } ظهر البحر { إنَّ فى ذلكَ } المذكور من اجراء السفن فى الماء { لآياتٍ } دلائل عظيمة كثيرة على وجوده ، لمن لم يعلم وجوده ، وعلى كمال قدرته لمن علم وجوده ، ولمن لم يعلم اذا علم وهكذا قل فى غير هذه الآية من القرآن فحسب الصلوح { لِكلِّ صبَّارٍ } عن ما لا ينبغى من المعاصى والمكاره ، وعلى الاكثار من اللذات ، وعن الجزع بالمصائب ، وعلى التفكر فى الآيات ، وعلى الطاعات { شَكُور } بالطاعة ، ومنها التفكر فى نعمه ، وهو شكر وخصّ الصبار الشكور لأنهم المتفكرون فى الآيات ، المنتفعون بالآيات ، والإيمان نصفه صبر ، ونصفه شكر ، والمؤمن إما فى الضراء صابر فيها ، واما فى السراء شكر فيها .