Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 43-43)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَمن صبَرَ } للظلم ، أو بمعنى أصلح { وغفَرَ } للظالم حيث لا ينقص دين الله بذلك { إنَّ ذَلكَ } المذكور من الصبر والغفران { لِمَن عَزم الأمور } أى الأمور ذات العزم ، أى المعزوم عليها أى التى عالج النفس وقهرها عليها ، إذ صبر وغفر مع القدرة ، أو الأمور العازمة ، واللام للابتداء لا للقسم ، إذ لا دليل عليه ، ومن موصولة لا شرطية لاحتياجها الى حذف الجواب ، أو تقدير الفاء واللام فى قوله : { لمِن عزم الأمور } لام التأكيد ، خبر ان لا لام القسم ، ورابط المبتدأ محذوف أى ان ذلك منه ، أو الإشارة الى ما أضيف الى ضميره ، أى إن ذلك المذكور من صبره أو غفره ، أو إن فعله ذلك ، وفى الحقيقة الربط بهذا الضمير ، أو الاشارة الصابر الغافر ، فهى الرابط على حذف مضاف ، أى ان شأن ذلك الصابر الغافر لمن عزم الأمور . قالت عائشة رضى الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت بين شر جارين بين أبى لهب وعقبة بن أبى معيط ان كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابى حتى إنهما ليأتيان ببعض ما يطرحان فيطرحانه على بابى " قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال موسى بن عمران : يا رب من أعز عبادك عندك ؟ قال من اذا قدر غفر " رواه البيهقى ، قال أنس : " اذا أوقف الله العباد الحساب ، نادى مناد ليقم من أجره على الله تعالى ، فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله تعالى قالوا : من الذى أجره على الله تعالى ؟ قال العافون عن الناس فقام كذا وكذا ألفا فدخلوا الجنة بغير حساب " كذا رواه البيهقى . وعن أبى هريرة : شتم أبا بكر رجل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم ، فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقام ، ولحقه أبو بكر رضى الله تعالى عنه ، فقال : يا رسول الله كان يشتمنى وأنت جالس ، فما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ قال : " إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من الحق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضى عنها الله تعالى إلا أعزه الله عز وجل بنصره ، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله تعالى بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة إلا زاده الله بها قلة " وفى هذه الرواية عتاب الصديق على ترك الأولى ، لا منافاة للآية ، فقد روى ابن ماجة والنسائى " أن زينب دخلت على عائشة فجعلت تسبها فنهاها النبى صلى الله عليه وسلم ولم تنته ، فقال صلى الله عليه وسلم : سبيها فسبتها حتى جف ريق زينب ، ووجهه يتهلل أى زاد تهللا بالانصاف لها ، أو بقى على حاله من التهلل لم يتغير " ، وقيل الأولى رفع المسىء الى من يحكم بالحق .