Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 7-7)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وكَذلكَ أوحينا إليْك قُرآناً عَربيا } أوحينا إليك القرآن مثل الايحاء الى من قبلك ، أو أوحينا اليك قرآنا عربياً ، كما أوحينا إليك غيره ، أو أوحينا إليك هذه السورة العربية ، كما أوحينا إليك غيرها ، وقيل : الاشارة الى معنى قوله : { الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل } [ الشورى : 6 ] على أن الكاف مفعول به لأوحينا ، وقرآنا حال منها ، أو الى لفظ الله حفيظ الخ ، والموحى يطلق على المعنى وعلى اللفظ ، وهو الأصل ، إلا أن بين اللفظ والمعنى مقاربة قوية ، حتى أنه ينسب لأحدهما ما للأخر . { لتُنْذر أم القُرى } مجاز بالحذف ، أى أهل أم القرى ، أو تجوز فى النسبة الايقاعية لعلاقة الحلول ، وهى مكة ، سميت لأنها دحيت الأرض منها ، أو هى أم لما حولها من القرى ، لأنها حدثت قبلها ، لا قرى الدنيا كلها { ومَنْ حَولَها } من العرب ، لأن السورة مكية ، وهم أقرب اليه محلا ونسبا ، فهم أول من ينذر ، ولدفع ما يتوهم أنه يشفع لهم ، ولو بقوا على الاشراك لفضل مكة وقربهم محلا ونسبا ، ومن استحق الانذار مكلف ، وقيل : من حولها جميع أهل الأرض ، وهى وسطها ، ويرده تخالف الطول والعرض ، وأما من حيث العمران ، فعمران الشمال أكثر من معمور الجنوب . { وتُنُذر يوم الجَمع } والانذار يتعدى لاثنين ، حذف الثانى من الجملة الأولى ، أى لتنذر أم القرى يوم الجمع ، وحذف من الجملة الثانية المفعول الأول ، أى وتنذر من حولها يوم الجمع ، حذف من كل واحد ما ثبت فى الآخر بطريق الاحتباك ، وقد يتعدى الى الثانى بالباء ، أو يقدر المحذوف عاما ، فالحذف للعموم أى لتنذر أم القرى كل مخوف من الدنيا والآخرة ، وتنذر كل أحد يوم الجمع ، ومعنى الجمع جمع الخلق كما قال الله عز وجل : { يوم يجمعكم ليوم الجمع } [ التغابن : 9 ] وقيل : جمع الأرواح والأشباح ، أى الأجساد ، وقيل : جمع الأعمال والعمال . { لا ريْبَ فيه } حال من يوم أو مستأنف ، وكأنه قيل : فما حالهم بعد جمعهم فى الموقف ؟ فقال : { فريقٌ } مبتدأ حذف نعته ، أى فريق منهم { في الجنَّة } خبر { وفريقٌ } منهم { في السَّعِير } أو خبر لمحذوف ، أى هم فريق فى الجنة ، وفريق فى السعير ، أو ومنهم فريق فى السعير ، روى أحمد فى مسنده ، " عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قابضا على كفه ، ومعه كتابان ، فقال : " أتدرون ما هذان الكتابان ؟ " قلنا : لا يا رسول الله قال للذى فى يده اليمنى : " هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم ، وعدتهم قبل أن يستقروا نطفا فى الأرحام ، إذ هم فى الطينة منجدلون ، فليس بزائد فيهم ، ولا ناقص منهم إجمالا عليهم الى يوم القيامة " ثم قال للذي في يساره : " هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وعشائرهم وعددهم قبل أن يستقروا نطفا فى الأصلاب ، وقبل أن يستقروا نطفا فى الأرحام إذ هم فى الطينة منجدلون ، فليس بزائد فيهم ، ولا ناقص منهم ، إجمال من الله تعالى عليهم الى يوم القيامة " فقال عبد الله بن عمرو : فيم العمل إذن ؟ قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وان عمل أى عمل ثم قال : { فريق في الجنة وفريق في السعير } عدل من الله تعالى " وفى رواية : " وصاحب النار يختم له بعمل أهل النار وأن عمل أى عمل " " .