Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 29-29)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَما بَكَت عليْهم السَّماء والأرض } لم يكترث بوجودهم ولا هلاكهم ، فذلك استعارة تمثيلية تخييلية ، بأن شبه شأنهم وعظمة والمفرض بما وجد وعظم ، بحيث يفرح به الموجودات ، حتى انها لو فقد لأثر فقده فيها فنفى ذلك بأنه لم تبك عليهم ، وإنما بتصور نفى الشىء على تصور حصوله فرضا أو تحقيقا أو استعارة مكنية بأن شبههما بانسان فجعلهما ممن يبكى توسعا ، ثم نفى وقوع بكائهما بالفعل ، وفى ذلك تخييل ، وقيل : لا استعارة فى الآية تمثيلية ولا مكنية ولا تخييلية ، لما روى الترمذى وغيره : عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد إلا وله في السماء بابان يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فالمؤمن إذا مات فقداه وبكيا عليه ، فتلا : فما بكت " الخ ، وذكر الله عز وجل أنهم لم يعملوا الصالحات على الأرض فتبكى لفقدهم ، ولا يصعد لهم عمل صالح الى السماء فتبكى عليهم . وعن ابن عباس آن للأرض تبكى على المؤمن أربعين صباحا وقرأ الآية ، وعن على : أن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض . ومصعد عمله من السماء وتلا الآية ، وبكاء ذلك اما حقيق بخلق الله تعالى وهو قادر ، واما حزن بخلق الله تعالى وهو قادر ، واما تمثيل ، وزعم قوم أن للجمادات شعورا لائقا بحالها ، ومنهم الصوفية ، ولا يصح عن الحسن وسفيان الثورى وعطاء ما قيل عنهم : ان حمرة السماء بكاء على المؤمن ، وقيل : المعنى ما بكت عليهم سكان السماء وهم الملائكة ، ولا سكان الأرض المؤمنين وهم المعتبرون ، بل هم مسرورون بهلاكهم ، وهو مروى عن الحسن ، وقيل : بكاء السماء حمرة أطرافها ، وعن مجاهد : ما مات مؤمن الا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا ، فقيل له : أتبكى الأرض ؟ فقال مالها لا تبكى ، وكان يعمرها بالركوع والسجود ، وما للسماء لا تبكى ، وكان تسبيحه وتكبيره فيها كدوى النحل ، وكا يصعد علمه إليها { وما كانُوا مُنْظَرين } مؤخرين عن الاهلاك إذا جاء أجله .