Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 37-37)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أهُم خيرٌ } فى القوة والمنعة { أمْ قوم تبع } تبع الأكبر ، قال ابن عباس : تبع الأخير أبو كرب أسعد بن مليك ، وقوم تبَّع أشد قوة ومنعة ، أهلكناهم حين كفروا ولم تعجزنا قوتهم ومنعتهم ، واسمه أسعد أو سعد قولان ، وكنيته أبو كرب ، وهو من أهل اليمن سمى تبعا لكثرة أتباعه ، وهو اسم لمالك اليمن كالخليفة فى الاسلام ، روى قومنا ، عن ابن عباس ، عائشة رضى الله عنهم : أنه رجل صالح ألا ترى أنه تعالى ذمَّ قومه ولم يذمه ، قال سهل بن سعد الساعدى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا تبعا فانه أسلم " كما فى مسند أحمد ، وكذلك روى عن عائشة إلا أنها روت : فانه كان رجلا صالحا ، ويروى لا أدرى أنبى هو ، ويروى لا أدرى أهو ذو القرنين ، أى ثم درى أنه غير نبى وغير ذى القرنين ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الجنازة فى المدينة ، كما صلى على البراء بن معرور حين قدم اليها بعد موته بشهر . الصحيح أنه غير نبى الى المشرق وبنى الحيرة وسمرقند ، ورجع من المشرق فدخل المدينة ، وخلف ابنه فيها فوجده مقتولا غيلة فعزم على تخريبها ، وكانوا يقاتلونه نهارا ويطعمونه ليلا فقال : انكم كرام ، فقال له اليهود : لا تقاتلهم فانها مهاجر نبى آخر الزمان من قريش ، اسمه محمد صلى الله عليه وسلم ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، فى عينه حمرة ، يلبس الشملة ، ويركب البعير ، سيفه علت عاتقه ، لا يبالى بمن لاقى حتى يظهر أمره ، يولد بمكة ، وقيل : قال له ذلك حبران من قريظة ، هما ابنا عمين : أحدهما كعب ، والآخر أسد ، وقالا : انه ياتى من مكة ويقاتله قومه هنا فآمن به ، وبنى له دارا ، وكتب كتابا انى آمنت بك وبما جئت به ، وأنا على ملتك ملة أبيك ابراهيم ، فاشفع لى يوم القيامة ، وجعل الدار والكتاب فى يد عظيم الأوس والخزرج ، حتى وصلا أبا أيوب الأنصارى من ذرية عظيم الأوس والخزرج ، ولما هاجر صلى الله عليه وسلم دفعهما له ، فقد نزل فى دار نفسه وفى الكتاب : @ شهدت على أحمد أنه رسول من الله بارى النسم ولو مد عمرى الى عمره لكنت وزيرا له وابن عم @@ أى كابن عم ، وقبل إسلامه أراد هدم الكعبة ، فقال له أحبار أسرهم من الشام : لا تفعل فانها بيت الله سبحانه وتعالى : فانك تهلك ، ولن تسلط عليه ، وانه بناء أبينا ابراهيم خليل الله ، قال : فلم لا تأتونه ؟ قال : لأنهم يعبدون الأصنام وينجسونه بالدم من الذبائح ، فأحرم ودخل مكة ، وطاف بالكعبة ، ونحر وحلق رأسه ، وأقام ستة أيام ، وقيل سنة ، يطعم الناس ويسقيهم العسل ، ويروى ذبح ستة آلاف بدنة ، وهو اول من كساها ، وأوصى بها ولاته من جرهم ، وأن لا يقربها حائض ولا ميتة ولا دم ، وجعل لها بابا ومفتاحا . وقال له رجال من هذيل : تحت الكعبه ، كنز من ذهب وفضة ولؤلؤ وزبرجد ، يريدون أن يهدمها ليهلك فكذبهم الأحبار ، ودلوه على فضله ، وقتل هؤلاء الهذليين ، وقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، وصلبهم ولما دنا من اليمن حالت حمير بينه وبين دخول اليمن ، لأنه خالف دينهم وقال : دينى خير من دينكم ، فحاكموه الى نار تخرج من أسفل جبل تأكل المبطل فخرجت فأكلت أصنامهم التى أحضروها وما قربوا معها واياهم ، وما أصاب الحبرين ، وقد أخذهما معه الأعراف فأسلموا ، آمن بالنبى صلى الله عليه وسلم قبل بعثه بسبعمائة سنة وقيل بألف ، وعن ابن عباس : أنه حج وآمن بعيسى وما جاء به وقد يجمع بأنه آمن به قبل وجوده ، وقيل : اسعد المذكور هو تبَّع الأوسط ، وعنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة ، فقد يجمع بين تقدم ايمانه بسبعمائة ، وتقدم ولادته بألف عام ، بأنه آمن آخر عمره ، وتبع اسم لمن ملك اليمن مطلقا ، وقيل : بشرط أن تكون له حمير وحضرموت وقيل هما وسبأ ، وسمى تبعا لأنه متبوع ، أو لأن ملوك اليمن بعضها يتبع بعضا ، كما قيل للظل : تبع ، لأنه يتبع الشمس ، وعليه فأولهم لا يسمى تبعا ، وأما بمعنى متبوع بالجنود فيسمى أولا ، وبالملوك فحتى يملك بعده اثنان أو ثلاثة ، وهم ستة وعشرون ، فى الفين وعشرين سنة ، وقيل فى ثلاثة آلاف عام ، واثنين وثمانين عاما . { والَّّذينَ مِن قبلِهِم } قبل قوم تبع ، أو قبل أهل مكة ، فهو أعم من الكفار كعاد وثمود ، عطف على قوم تبع { أهلكناهم } مستأنف لبيان عاقبة أمرهم ، وفيه تهديد لكفار قريش ، وعلل اهلاكهم بقوله تعالى : { إنَّهم كانُوا مُجرمين } كافرين أنكروا البعث .