Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 56-58)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا يذوقُون } الذوق فى كل شىء أوله ، ولو كان يكمل بعد { فيها الموت إلاَّ الموتَة الأولى } الاستثناء منقطع ، أى لكن الموتة قد ذاقوها فى الدنيا ، وما مضى فى الدنيا من الذوق محال أن يذوقوه نفسه فى الآخرة ، أو الاستثناء متصل من باب التعليق المحال ، كأنه قيل : إن أمكن ذوق الموتة الماضية ذاقوها كقولك : لا أسقيك إلا جمرا ، والجمر لا يسقى ، ولم ترد الانقطاع ، أوهذا النفى موجود ، وزاد أنهم لا يذوقون فيها موتا غير الذى ذاقوه فى الدنيا وإلا اسم فى هذا الوجه ، وعبارة بعض أن إلا بمعنى لكن ، أى لكن الموتة الأولى قد ذاقوها ، وهذا غير معروف ، وقيل : الاستثناء من موت الجنة ولأن السعداء حين يموتون يصيرون الى ريحان الجنة وروحها ، ويرون منازلهم فيها ، فكان موتهم فى الدنيا وقع فى الجنة قيل يا رسول الله أينام أهل الجنة ؟ قال : " لا النوم أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون " . { ووقاهم عَذاب الجحيم * فضلاً من ربِّك } أى لأجل الفضل ، من ربك ، أو أعطاهم فضلا من ربك ، أو ضمن وقاهم معنى تفضل ونصب فضلا على المفعولية المطلقة ، على أنه اسم مصدر وهو التفضل { ذلِكَ } النيل لما ذكر { هُو الفوز } من النار بالخير الدائم { العَظِيم فإنَّما يسرناه بلسانك } أى بلغتك ، أو على لسانك بلا كتابة ، لأنك لا تكتب ولا تقرأ مكتوبا { لعلَّهم يتذَّكرون } كى يتفهموه ويعلموا بما فيه .