Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 26-26)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلكَ } الارتداد الى ما كانوا عليه ، وقيل ذلك الاملاء ، وقيل ذلك التسويل ، ويرد القولين أن التسويل والاملاء ليس أحدهما مسببا عن قولهم : { سنطيعكم } الخ بخلاف الارتداد ، فانه مسبب عنه ، كما أفادته باء السببية فى قوله تعالى : { بأنَّهم } اى المنافقين { قالُوا للَّذين كَرهُواْ ما نَزَّل اللَّهُ } هم قريظة والنضير من اليهود ، الكارهين ما انزل الله تعالى من القرآن حسدا له صلى الله عليه وسلم ، وطمعا فى أن ينزل على احدهم بعد أن وجدوا نعته الشريف فى كتبهم ، وقد عرفوه كما عرفوا أبناءهم . { سنُطيعكم في بعض الأمر } أل لجنس أى فى بعض أموركم وهو الخروج ، وعدم اطاعتهم لغيرهم ، ونصرهم فى القتال ان ملككم محمد أو غيره ، كما قال الله عز وجل : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون } [ الحشر : 11 ] الخ ، وقيل : القائلون اليهود ، والذن كرهوا المنافقون ، يعدون المنافقين بالنصرة ان أعلنوا بعداوته صلى الله عليه وسلم ، وقيل : القائلون اليهود ، الذين كرهوا المشركون ، يعد اليهود للمشركين بالنصرة ان قاتلوه صلى الله عليه وسلم ، ويرد القولين أن كفر اليهود ليس بسبب قول { سنطيعكم } ولو فرض صدوره عنهم بل لانكارهم رسالته صلى الله عليه وسلم ، وبهذا أيضا يرد على من قال : القائلون اليهود والمنافقون ، والكارهون المشركون { والله يَعْلم إسرارهم } جمع سر بمعنى للمشركين أولهم ولليهود أو المنافقون واليهود المشركين ، والأول أولى كما هو الصحيح فى تفسير ما قبل ، لأن المعروفين بالاسرار المنافقون ، أو المراد بالاسرار ما يشمل كل قبيح فيدخل من مر أولا بالذات ، وقيل : اسرارهم ما عرفوه فى قلوبهم من رسالته صلى الله عليه وسلم ، وأنكروها بألسنتهم ، وهذا معروف فى اليهود ، وهذا القول لا يتبادر .