Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 36-37)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنما الحياة الدنيا } أمورها { لعبٌ } شبه اللعب وهو ما لا نفع فيه ولا لذة { ولهْوٌ } هو ما فيه لذة غير نافعة للدين ولا للدنيا ، لا ثبات لها ولا نفع معتدا به ، إلا ما استعمل منها للآخرة ، وهى عارية فى يد كل من هى فى يده يحفظها لمن بعده { وإنْ تؤمنوا } بالله ورسوله { وتتَّقُوا } تحذروا المعاصى { يؤتكُم أجُوركُم } ثواب ايمانكم وتقْواكم { ولا يسْألكم أمْوالكُم } كلها ، والضمير المستتر لله عز وجل ، وهو الظاهر ، أو لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والعطف على يؤتكم والاضافة للاستغراق ، والنفى لسلب العموم كما هو الأصل فى لفظ العموم بعد أداة السلب ، نحو : لا أكرم الناس كلهم أى أكرم بعضه فقط ، فالمعنى لا يسألكم أموالكم كلها ، بل بعضها ، وهو المقدار الواجب فى زكاة الذهب والفضة ، ومال التجر ، وزكاة الأنعام والثمار . ويلتحق بذلك واجب الكفارات ، وفداء المحرم بالحج أو العمرة ونحوه مما يجوز لصاحبه انفاذه بنفسه ، أو المراد ذلك ، ونفقة الغزو والضيف والعيال والقرابة واليتيم ونحو ذلك ، وما ذكر وما تعقله العاقلة ، وفى ذلك مقابلة لقوله تعالى : { يؤتكم أجوركم } أى يؤتكم أجوركم كلها لا بعضها ، ويسألكم بعض أموالكم لا كلها ، ويجوز أن يكون النفى لعموم السلب ، أى لا يسألهم شيئا من أموالكم ، بل كل ما سألكم فهو مال لله حق له تعالى فى أموالكم ، وذلك الزكاة وما التحق بها . وكذا هو لعموم السلب إذا قلنا : المعنى لا يسألكم أموالكم لحاجته عز وجل ، بل لينفقها عليكم ويثيبكم عليها ، أو قلنا المعنى لا يسألكم الرسول أموالكم لحاجته ، أو لأجل تبليغه الوحى ، قال الله عز وجل : { قل ما أسألكم عليه من أجر } [ ص : 86 ] والأول أولى ، وفى الأخر تفكيك الضمائر ، ولا يظهر عليه ولا على ما قبله تعليق نفى السؤال على الايمان والتقوى فى قوله عز وجل : { وإن تؤمنوا وتتقُوا } ويدل على أن ضمير يسأل لله عز وجل قراءة عن ابن عباس ، نخرج أضغانكم بالنون { إنْ يَسْألكموها } المستتر لله أو لرسوله ، والصحيح أنه الله سبحانه وتعالى ، وكذا فى يجف ويخرج وها للأموال { فَيُحْفِكُم } يستأصلكم فى أموالكم ، فلا يبقى لكم شىء ، والإحفاء فى كل شىء بلوغ الغاية فى ازالته ، والعطف على يسأل { تَبْخلُوا } عن ذلك الاحفاء ، فلا تقبلوه ، وعن اعطاء شىء ما بعده { ويُخْرج أضغانكم } أحقادكم لشدة حبكم المال ، وقد علمت ان الضمير فى يخرج لله أو لرسوله ، وأجيز أن يكون للاحفاء ، أو للسؤال ، أو للبخل ، فان من لم يبخل بل رضى لا يخرج ضغنه ، واسناد الاخراج الى البخل أو السؤال أو الاجفاء مجاز عقلى ، ومن الاسناد الى السبب .