Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 6-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويُدخلهُم الجنَّة } تصريح بغاية الثواب { عرَّفها لَهُم } حال من الجنة أو من هاء يدخلهم ، والمعنى بينها لهم ، وجعلهم عارفين بها ، والمراد تعريف مساكنهم فيها ، ومالهم بلا دلالة أحد ، ولا ملك لهم عليها ، ولا كتابة عليها باسمه ، كأنهم سكنوها منذ خلقوا ، كما روى الطبرى ، عن مجاهد ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " لأحدكم بمنزله في الجنة وأهله وأزواجه وخدمه أعرف بمنزله في الدنيا " بالهام منه عز وجل أو بارتباط حساناته به كالدليل ، وأما قول مقاتل : " بلغنا أن الملك الموكل بعمل الشخص فى الدنيا ، يمشى بين يديه فى الجنة ، ويتبعه الشخص حتى يأتى أقصى منزل له فيعرفه كل شىء أعطاه الله تعالى فى الجنة ، فاذا انتهى الى أقصى منزلة فى الجنة ، دخل الى منزله وأزواجه ، وانصرف الملك " . فالمراد به والله أعلم صورة التعريف لا حقيقته ، فقد عرف ذلك بلا تعريف ملك ، وإنما ذلك تشييع من الملك وتكريم له ، وقد دلته عليه حسناته كما ورد فى الأثر ، وذلك داخل فى الحديث السابق ، وكذا نقول التكريم والتحقيق فيما روى أن الله تعالى رسم على كل منزل لراسم صاحبه ، أى وعلى كل ملك من أملاكه ، وقيل : تعريف منازلها تحديد بحيث لا تهمل ولا تختلط بغيرها ، ولا تلتبس ، وقيل : عرفها رفعها كما يقال للجبال : أعراف ، ولكل مرتفع ، وعن ابن عباس : عرفها طيبها ، والعرف الريح الطيب ، وقيل : المراد تعريفها فى الدنيا بذكر أوصافها ، وصفها لهم فاجتهدوا لينالوها : @ ياقوى أذنى لبعوض الحى عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا قالوا بمن لا ترى تهوى فقلت لهم الأذن كالعين تؤتى القلب ما كانا @@ ولا عشق إلا بالقلب ، ولكن الأذن والعين وسائط .