Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 15-15)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفعيينا بالخَلْق الأوَّل } أقصدنا الخلق الأول وهو الخلق فى الدنيا فيينا من اتمامه فضلا عن أن نقدر على الخلق الثانى ، وهو البعث ، أو أتممنا الأول ولم نقدر بعده على الثانى ، وقيل : الخلق الأول خلق السماوات والأرض وأوليتهن بالنسبة الى الناس ، وإلا فالعرش والكرسى والماء قبلهما ، ويناسبه قوله تعالى : { أو لم يروا أنَّ الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن } [ الأحقاف : 33 ] وذلك أنهم مقرون بخلقه اياهم ، وأول الخلق على الاطلاق نور النبى صلى الله عليه وسلم وروحه ، وقال الحسن : الخلق الأول خلق آدم ، وأوليته بالنسبة الى حواء وأولادهما الى آخر الدهر ، وهو ضعيف إذ لا يتوهم أحد أنه يعى بخلق آدم ، وأيضا لماذا يخصّ آدم وقد خلق بعده غيره ، ويتعدى عيى بالهمزة فتقول : أعياه الأمر ، أى أتعبه حتى أعجزه ، ويقال : أعى بالهمزة غير متعد ، وصحح بعض أن عيى فى العجز عن الحيلة ، وأعيى فى التعب . { بلْ هُم في لَبسٍ من خَلْق جَديدٍ } عطف على محذوف أى لا وجه لانكارهم الخلق الثانى وهو البعث ، وعبر بجديد ليدل على تجدد أمر عظيم به على المكلف من الحساب والأهوال يجب الاهتمام به ، فتنكير خلق جديد للتعظيم باعتبار ما فيه من الحساب والأهوال لابذاته ، إذ قد يقولون لجهلهم : هو أهون من الأول ، أو نكر لاستعظامهم له ، أو لأنه على وجه لا يعرفه الناس .