Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 38-38)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقَد خلقْنا السَّماوات والأرض وما بينهما } مما ليس جزء سماء أو أرض ولو غرز به كالجبل والشجرة { في سِتَّة أيَّامٍ } فالأيام مخلوقة قبل خلق العالم ، والمراد مقاديرها وتربيتها ، وقوله : { ومَا مَسَّنا مِن لُغُوبٍ } عطف على لقد ، فهو مما أقسم عليه ، وكأنه قيل : والله لقد خلقنا السموات الخ ، والله ما مسنا من لغوب ، أى عياء فكيف يعجزن البعث بالعياء بخلق السماوات والأرض كما قال : { أفعيينا بالخلق الأول } [ ق : 15 ] أو الجملة حال من نا ، أى ما أصابنا بخلق ذلك مع عظمة تعب ما ولو قليلا جدا ، والسنة حكمة تشير الى التأنى فى الأمور ، ولو شاء لخلق أضعاف ذلك مما لا يحصى فى أقل من لحظة . والآية رد على اليهود لعنهم الله ، أو نزلت فيهم اذ قالوا عن التوارة كذبا ، ان الله تعالى بدأ خلق العالم فى يوم الأحد ، وفرغ منه يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، واستلقى عن العرش سبحانه عن ذلك وأمثاله ، أو كان شىء من ذلك فى التوراة ولم يفهموه ، والأحد والاثنان وغيرهما أزمنة فاذا كان ابتداء خلق السماوات والأرض فى يوم الأحد لزم تقدم الزمان على الأجسام ، والزمان لا ينفك عن الأجسام ، وقبل خلق السموات والأرض لم يكن شمس لا قمر ، وزعموا - لعنهم الله - أنه خلق العرش وجلس عليه متربعا ، فهم - لعنهم الله - ينهون الناس عن التربيع فى القعود لذلك ، وهم - قبحهم الله سبحانه - مجسمة ، ونسبوا اليه تعالى الاستلقاء والقعود بتربيع ، قيل : ومنهم وقع التشبيه فى الأمة .