Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 41-41)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واسْتمع } يا محمد ، أو يا من يصلح للاستماع مطلقا { يَوم يُنادِ } مفعول لاستمع ، أى استمع نفس لفظ اليوم الذى يذكر فى القرآن للبعث ، لما فيه من الأهوال ، وتصديقك ، والحجة لك ، كذا قيل ، وفيه أنه يبقى قوله : { يناد المناد } على هذا متعطلا ، نعم يصح أن يقال : استمع مجموع لفظ { يوم يناد المناد من مكان قريب } أو استمع بمعنى انتظر ، فيوم مفعول به له ، أى انتظر ذلك اليوم لما ذكر ، واستمع ، اكتسب السمع ، والمراد الحرص والزيادة ، أو اسمع سمعا عظيما ، وقيل : مفعوله مقدر ، أى استمع ما تخبر به من أهوال يوم القيامة ، أو استمع نداء المنادى ، وذلك أمر له فى الدنيا بسمع يكون يوم القيامة ضرورة عليه بلا كسب ، وذلك كنابة عن أنه سيكون النداء ولا بد ، واستمع نداء الكافرين باليوم ، ويوم متعلق بلفظ نداء المقدر فى الوجهين ، أو يخرجون من القبور ، دل عليه { ذلك يوم الخروج } أو لا معمول له ، أى كن مستمعا لا غافلا . { المُنَاد } اسرافيل على الأصح ينفخ فى الصور وينادى : أيتها العظام النخرة ، والجلود المتمزقة ، والشعور المتقطعة ، ان الله يأمركن أن تجتمعن لفصل الحساب ، وقيل المنادى جبريل ينفخ اسرافيل وينادى جبريل : أيتها العظام الخ { مِن مَكانٍ قريبٍ } صخرة بيت المقدس ، وهى أقرب الأرض الى السماء بثمانية عشر ميلاد على ما حكى عن كعب ، أو باثنى عشر ميلا ، والله أعلم أصح ذلك ، وقالوا : انها وسط الأرض ، ولا أعلم هل هذا صح وتأباه معرفة الأطوال والأعراض ، فقيل : بل المراد قريب ممن يناديهم ، حتى قيل : يناديهم من تحت أقدامهم ، وقيل : من منابت شعورهم ، يسمع من تحت الأرجل أو من منابت الشعر : أيتها العظام الخ ، وقيل : المراد بالقرب استواء الناس فى سماعه بلا كلفه ، كما تقول فى الأمر الذى هو سهل التناول لمن أراده أنه قريب ، وأجيز أن النداء أن يقال : أيتها النفس ارجعى الى ربك لتدخلى مكانك فى الجنة أو النار ، وهؤلاء للجنة ، وهؤلاء للنار ، أو { احشروا الذين ظلموا } [ الصافات : 22 ] الخ أو : { ألقيا في جهنم } [ ق : 24 ] الخ و { ادخلوها بسلام } [ الحجر : 46 ، ق : 34 ] أو : { خذوه فغلوه } [ الحاقة : 30 ] أو : { أين شركائي } [ النحل : 27 ] أو : { يا مالك ليقض } [ الزخرف : 77 ] الخ أو : { أفيضوا علينا } [ الأعراف : 50 ] الخ ، والصحيح ما تقدم ، أو المراد بالنداء توجه الارادة الى احيائهم ، كما أن بدأهم بقول : كن ، أى بتوجه الارادة الى وجودهم وهو خلاف الظاهر .