Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 59-59)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فإنَّ للَّذين ظَلمُوا } أنفسهم عطف على { ما خلقت الجن والإنس إلاَّ ليعبدون } أى فإن للذين ظلموا لاشتغالهم بعصيانه عن عبادته ، أو جواب لمحذوف مقرون بالفاء أى إذا ثبت أن الله تعالى ما خلق الجن والانس الا للعبادة ، فان للذين ظلموا أى أشركوا وعصوا من كفار مكة وغيرهم { ذَنُوباً } نصيبا عظيما من العذاب ، استعارة من الذنوب وهىالدلو العظيمة الممتلئة ماء أو القريبة من الامتلاء ، ولا يقال لها ذنوب وهى فارغة أو قليلة الماء ، ويستعار أيضا للنصيب من الخير ، أسر الحارث بن أبى شمر الغسانى شاس بن أبى عبدة التميمى ، فاستعطفه علقمة أخو شاس وقال : @ وفى كل حى قد خطبت بنعمة فحق لشاس من نداك ذنُوب @@ فسمع الحارث البيت فقال : نعم وأذنبه { مِثْل ذنُوب أصْحَابهم } من الأمم السابقة من عذاب الدنيا ، أو من عذاب الآخرة هو عذاب بدر لأن ما قيل فى عذاب الدنيا ، وقيل عذاب الآخرة ، لأن ما فتحت السورة له فتكون بدئت بعذاب الآخرة ، وختمت به ، والأول أولى بالاعتبار فى التفسير { فلا يَسْتعجِلُون } بالاتيان به قبل وقته ، فإنه لا يكون قبل وقته ، ولا يكذبوا به ، ولا يقولوا : { متى هذا الوعد إنْ كنتم صادقين } [ يونس : 48 ] .