Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 34-34)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأعْطَى قَلِيلاً } مالا قليلا أو اعطاء قليلا { وأكْدى } قطع الاعطاء ، كمن يحفر ثم أكدى ، أى وصل كدية ، شبه قطع الاعطاء لداع بقطع الحفر لكدية ، وصلها الحافر وعجز عنها ، وأشار الى ذلك بملائمة وهو أكدى ، أو شبه الوصول الى حد قطع الاعطاء بوصول الحافر الى الكدية كذلك ، فقطع الاعطاء من جنس الاكداء ، واشتق من الاكداء بمعنى قطع الاعطاء ، أكدى بمعنى قطع الاعطاء ، أكدى بمعنى قطع على التبعية . سمع الوليد بن المغيرة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعظه ، فطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض الدين ، وعوتب فقال : أخاف عذاب الله عز وجل ، فقال به مشرك : اثبت على دينك أتحمل عنك كل ما فى الآخرة عليك على أن تعطينى كذا من المال ، فأعطى بعضا ثم أمسك شحا ، فذكر الله سبحانه قصته وصفا لها واخبارا لا نهيا عن قطع الاعطاء فى المعصية ، فان الشرع يأمر بقطعه ، وكذا على ما قيل : نزلت فى النظر ابن الحارث ، أعطى خمس قلائص لمهاجر فقير ليرتد ، فارتد وقد ضمن عنه اثمه ، وما قيل نزلت فى العاصى بن وائل السهمى ، الموافق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض الأمور ، وقد أعطى بعض ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى سبيل الله ، ويجوز أن يراد فى هذه الرواية بالاعطاء الاذعان الى بعض الدين . ويناسبه ما روى أن الآية فى أبى جهل اذ أقر قال : والله ما يأمر محمد الا بمكارم الأخالق ، فسمى اقراره اعطاء ، وعدم اسلامه اكداء ، وعن ابن عباس : الآية فيمن أسلم وارتد ، وقيل : نزلت الآية فى الامام عثمان ، إذ جهز الجيش من ماله ، وصرف ماله فى وجوه الأجر ، ثم أمسك لما خوَّف بالفقر ، وأما ما قيل ان عبد الله بن سعيد بن أبى سرح قال له : يوشك لاسرافك فى العطاء أن تتكفف ، فقال : أطلب رضا الله تعالى وغفران ذنوبى ، فقال : أعطنى ناقتك برحلها أتحمل ذنوبك ، فأعطاه ، فلا يصح لبعد ذلك عن أضعف الصحابة ، فضلا عنه ، الا أنه بعد ست من خلافته لعب بالدين ومال الله عز وجل ، وقوله تعالى بعد : { ألاَّ تزر وازرة وزر أخرى * وأنْ ليس للإنسان إلاَّ ما سعى } [ النجم : 38 - 39 ] يناسب تلك الأقوال كلها إلا قول من قال : نزلت فى أبى جهل ، وكذا يلائمها غير قول أبى جهل .