Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 2-2)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإنْ يَروا آيةً يُعْرضوا } عن الايمان بها ، والنكرة فى سياق الشرط تعم كما بعد النفى ، فهم يعرضون عن كل آية مَّا من الآيات بعد انشقاق القمر { ويقُولوا سِحْر } هذا الذى تدعى أنه آية سحر ، وهو القرآن ، لأنه لا يزال ينزل عليه حتى يتم ، ولذلك قال : { مُسْتمرّ } دائم وكذلك إن جعلنا الاشارة الى جنس ما يقول صلى الله عليه وسلم انه آية ، وان كانت الاشارة الى أمر مخصوص يأتى صلى الله عليه وسلم به ، فمعنى استمراره اطراد مثله منه ، أو يشبه بعضه بعضا فى التخيل ، ويجوز أن يكون مطاوع مره يمره بمعنى أحكمه كما قال : مررت الحبل أى أحكمته ، فكان اسم فاعل لازما بمعنى قوى ، لأن ثلاثيه متعد لواحد ، ومن فسره بمحكم فقد فسره بالمعنى . وقال الكسائى والقراء : معناه ذاهب ، أى ذهابا عظيما عن قريب ، فالاستفعال للمبالغة ، منوا أنفسهم بذهابه { ويأبى الله إلاَّ أنْ يتم نوره ولو كره الكافرون } [ التوبة : 32 ] وكذا قيل : مستمر ، شديد المرارة ضد الحلاوة ، أى تكرهه عقولهم من مر اللازم بمعنى ضد حلا ، والوجهان الأولان أنسب بحالهم ، ولا يصح أن يقال : مستمر ذاهب الى جهة السماء ، حتى بلغ القمر ، وأثر فيه لبعده عن ظاهر الآية ، ويحتاج الى تكلف لأن آية عام لكونه بعد أداة الشرط ، وشق القمر خاص ، وشقه قد وقع لا يلائم الشرط .