Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 22-24)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَحُورٌ عِينٌ } عطف على ولدان أى يطوف عليهم ولدان مخلدون ، ويطوف عليهم حور عين وطوافهن فى الخيام ، فلا ينافى كونهن مقصورات فى الخيام ، أو من الحور ما ليس بمقصور فى الخيام بلا عيب فى ذلك ولا نقص ، ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر ، أى لهم فيها حور عين أو لهم حور أو فيها حور ، ومعلوم أن ما فى الجنة هو لأَهلها أو معطوف على محذوف ، أى لهم ذلك كله ، وحور عين والحذف خلاف الأَصل ، ووزن حور وعين فعل بالضم فالإِسكان كحمر إِلا أنه كسرت العين لأَنه لو ضمت لقلبت الياء واوا ، والمفرد حوراء أى بيضاء وعيناء أى واسعة العين . { كَأَمْثَالِ اللُّؤلُؤِ } جمع بين الكاف والمثل للتأَكيد وأولى بالزيادة الكاف لأَنها حرف ، ولو كانت الزيادة بالأَخير أنسب ، أو أمثال بمعنى صفات كقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى : 11 ] أى ليس كصفته شئ ، أى صفة فى أحد الأَوجه ، والمعنى كصفات اللؤلؤ من الحسن والصفاء والبياض والكاف متعلق بمحذوف نعت لحور أو حال ، والصحيح تعليق الكاف والأَصل بعد النكرة النعت لا الحال . { الْمَكْنُونِ } المستور عما يوسخه من مس الأَيدى وغيرها { جَزَاءً } مفعول مطلق أى يجزون جزاء ، أو مفعول لأَجله أى يفعل ذلك لأَجل المجازاة أى ليحصل الجزاء { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أى بالذى يعملونه أو بأَشياء يعملونها أو بعلمهم ، ولم يختم قصة أصحاب اليمين بعد بقوله جزاء بما إِلخ ، كما ختم به قصة السابقين إِشارة إِلى أن الفضل فى حقهم متمحض ، كأَن عملهم بالنسبة إِلى عمل السابقين كالعدم وفيه زيادة مدح للسابقين .