Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 27-28)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أصْحَابُ الْيَمِينِ } مثل فأَصحاب الميمنة ، ما أصحاب الميمنة { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } هم فى سدر أو خبر ثان نظرا للمعنى ، كأَنه قيل هم فى ملك عظيم ، فى سدر مخضود ، أو ليس هذا على طريقة وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ، بل أصحاب الأول مبتدأ وفى سدر خبر ، وما بينهما معترض أو معمول لنعت محذوف ، أى وأصحاب اليمين المقول فيهم ما أصحاب اليمين فى سدر ، والجملة معطوفة على أُولئك المقربون فى جنات النعيم ، والتعبير بالميمنة هنالك وباليمين هنا ، والشمال هنالك والمشأَمة بعد ذلك تفنن ، وقال الفخر فى الميمنة والمشأَمة دلالة على الموضع ، والأَزواج الثلاثة يتميزون بالموضع فجئ أولا بما يدل على الموضع وثانيا بأَمر يميزهم ، والسدر شجر النبق والمخضود المقطوع الشوك . قال أبو أُمامة : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون إِن الله تعالى ينفعنا بالأَعراب ومسائلهم أى وسؤالاتهم ، " أقبل أعرابى يوما فقال يا رسول الله قد ذكر الله تعالى فى القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أن فى الجنة شجرة تؤذى صاحبها . قال : وما هى ؟ قال : السدر . فإن لها شوكا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس الله يقول في سدر مخضود خضد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة وأن الثمرة من ثمره تنفتق عن اثنين وسبعين لوناً من الطعام ، ما فيها لون يشبه لوناً " " ، ونقول للسائل أجر السامعين بلا نقص عنهم ، إِذا كان فى سؤاله مخلصا . فقيل : مطلقا وقيل إِن قصد نفعهم ، وكذا غير السؤال مثل أن ينسخ كتابا ينتفع به ولم ينو أن ينتفع به غيره بل أهمل ، ولعل الأَعرابى لم يسمع لفظ مخضود أو لم يعرف معناه أو احتمل عنده معنى آخر مع الأَول ، أو لم يعرف إِلا معنى آخر كما قيل مخضود مثنى الأَغصان لثقل الحمل ، كما روى ابن عباس أنه الموقر حملا ، من خضد الغصن إِذا ثناه وهو رطب ، والنبتة أعظم من القلة ، ولا نوى فى ثمار الجنة ولا يخفى أن السدر ليس ظرفا لأَهل الجنة فالظرفية مجازية للمبالغة فى تمكنهم من التنعم .