Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 110-110)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } نحولها عن الحق بالخذلان { وَأَبْصَارَهُمْ } عن الحق فلا يبصرون إِبصار اعتبار فلا يؤمنون ، والعطف على لا يؤمنون ، فالإِشعار منسحب عليه ولا يحتاج إِلى رابط يعود إِلى اسم إن إِذا جعلنا إِذا جاءَت لا يؤمنون خبراً لا خصوص لا يؤمنون ، كقولك علمت أَنك إِذا جئت جاءَ زيد وقعد عمرو اكتفاء بالضمير فى جملة الشرط ، أَو يربط بالهاء فى قوله { كَمَا لَمْ يُؤْمَنُوا بِهِ } على أَنها عائد إِلى القرآن الشامل للآيات مطلقاً أَو للمقترحة ، أَو إِلى الآيات بمعنى الدليل ، ويجوز عودها إِلى الله لأَنهم لا يؤمنون بوحدانيته فهم غير مؤمنين به ، وعودها إِليه صلى الله عليه وسلم وإِلى ما أنزل ، وقوله كما لم يؤمنوا عائد إِلى قوله لا يؤمنون أَو لا يؤمنون مقدراً ، أَى لا يؤمنون إِيماناً مثل انتفاء إِيمانهم به ، أَو الكاف تعليل أَى لانتفاء إِيمانهم به ويضعف عود الهاء إِلى التقليب والباء على حالها ، أَو للتقليب والباء سببية ، وكما إِلخ نعت لمفعول مطلق محذوف أَى تقليبا ثابتا كانتفاء إِيمانهم به أَول مرة ، أَو الكاف اسم نعت . والكفر والإِيمان بقضاء الله عز وجل ، وهلكت المعتزلة فى مخالفة ذلك ، وتأَولوا قبحهم الله بأَن المعنى نقلب أَفئدتهم وأَبصارهم فى النار ، وأَن معنى أَول مرة فى الدنيا { أَوَّلَ مَرَّةٍ } كانشقاق القمر وغيره مما سبق نزوله { وَنََّذرُهُمْ } عطف على لا يؤمنون منسحب عليه الإِشعار مفصح بأَن تقليب الأَفئدة والأَبصار ليس إِجباراً بل أَن يخليهم وشأْنهم { فِى طُغْيَانِهِمْ } كفرهم { يَعْمَهُونَ } يتحيرون لا نوفقهم فما إِنزال الآية المقترحة بعد البيان القاطع لعذرهم وقد قضينا أَن لا يؤمنوا .