Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 129-129)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذَلِكَ } كما ولينا بعض الجن على بعض الإِنس حتى استمتع بعض ببعض خذلانا منه { نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ } أَى نصيره يلى { بَعْضاً } فهو مسلط عليه بالإِغواء كما فسر الكلبى الآية بما جاءَ عنه صلى الله عليه وسلم من أَنه إِذا أَراد الله بقوم خيراً جعل أَمراءَهم خيارهم ، وإِذا أَراد بقوم شراً جعل أَمراءَهم أَشرارهم . وقال الله : أَنا الله ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدى فمن أَطاعنى جعلتهم عليه رحمة ومن عصانى جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أَنفسكم بسب الملوك لكن توبوا أَعطفهم عليكم . والرعية إِذا كانوا ظالمين سلط الله عليهم ظالماً مثلهم ، قال صلى الله عليه و سلم : " كما تكونون يولى عليكم " أَو نكله إِلى نصرته ومعونته فلا ينصره ، كما قال : { ما أَنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى } [ إبراهيم : 22 ] ، و { ادعوا شركاءَكم } [ الأعراف : 195 ، القصص : 64 ] ، أَين شركاؤكم ؟ أَو يجعل بعضاً يلى بعضاً العذاب ، أَو نقرنهم فى العذاب كما اقترنوا فى الدنيا على المعصية وتعاونوا . والكاف اسم مضاف لذا مفعول مطلق أَو حرف يقدر المفعول المطلق قبلها ، أَو يتعلق بنولى على تعليق كاف التشبيه ، أَو خبر لمحذوف أَى الأَمر مثل ذلك أَو ثابت مثل ذلك ؛ وهذا ضعيف لأَنه يقطع هنا مثلا عن قوله نولى بعض الظالمين بعضا { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } من الإِشْرَاكِ وَمَا دُونَهُ من المعاصى . والمشركون مخاطبون بفروع الشريعة فهم مؤاخذون على المعاصى كلها من فعل وترك .