Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 63-63)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } لأهل مكة توبيخاً على عبادة مالا يدفع ضراً ولا يجلب نفعاً { مَنْ يُنْجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ } فى أَسفاركم وأَحضاركم من شدائدهما ، كالخسف فى البر واللدغ وأَكل السباع والضلال عن الطريق ، وكالغرق فى البحر والضلال فيه والأَمواج والرياح العاصفة وبلع الحوت الكبير ، وتعرضه للسفينة ، أَو ذلك والظلمة الحقيقية الحاصلة بالليل والسحاب على عموم المجاز ، أَو الجمع بينه وبين الحقيقة ، وهو مطلق الهول الشديد الشبيه بالظلمة بجامع الهول ، فإِن الشدة تذهل العقل حتى يمر بك شىء فلا تراه ، يقال : يوم مظلم ، ويوم ذو كواكب ، وهول الظلمة شبيه بالظلمة نفسها فليس فى ذلك تشبيه الشىء بنفسه ، { تَدْعُونَهُ } حال من الكاف ، أَى داعين ، أَو من ضمير ينجى ، أَو مدعوا ، أَو مستأنف { تَضُرُّعاً } ذوى تضرع برفع صوت ، أَو متضرعين { وَخُفْيَةً } وذوى خفاء دعاء ، أَو خفية اسم مصدر ، أَى وذوى إِخفاء ، أَو مخفين ، أَو تدعونه دعاءَ تضرع ودعاءَ خفية ، أَو ضمن تدعون معنى تعلنون وتخفون كقعدت جلوساً { لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ } أَى من هذه الظلمات ، وجملة القسم وجوابه محكى بتدعونه تعدى لواحد بنفسه ، والآخر بتضمنه معنى تقولون ، أَو يقدر له قول هو حال ، أَى قائلين والله إِن أَنجيتنا من هذه { لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } المؤمنين الشاكرين لنعمك بالتوحيد والعبادات ، والمشركون لا يخافون وقوع الخسف فلا يدخل فى قوله لئن أَنجيتنا من هذه لأَنهم لا يرون أَثره كما يرون موج البحر ورياح البحر ، ولا يكفى جواباً اعتباره فى ظلمات البر باعتبار مشارفته لا وقوعه ، لأَنهم أَيضاً لا يعترفون بمشارفته . اللهم إِلا أَن يتخيلوه حين ظلمة الليل فى البر مع الريح .