Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 6-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } لا فائدة فى الاستغفار لهم فهو متوسع عدمه لأَنهم مصرون عن التوبة ، فلا يفيد استغفارك كما قال معللا للسوية { لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ } وعلل هذا بقوله { إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِى } هداية توفيق { الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } الراسخين فى الخروج عن الإِيمان وهم عبد الله بن أُبى ، ويدخل غيره بالقياس عليه وبغير هذه الآية أيضا وأضمر لهم ليصفهم بكمال الفسق ، أو المراد عموم الفاسقين فيدخل هؤلاء بالأَولى والاستغفار لعبد الله ابن أُبى على تقدير توبتهم وعدم الاستغفار على تقدير الإِصرار ، كما قال سعيد بن جبير ، وحكى مكى أنه استغفر لهم لأَنهم أظهروا له الإِسلام ، أى بعد ما صدر منهم ما صدر بالتوبة ، وأما قوله تعالى : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم الخ . فليست فى عبد الله بن أُبي بل في الأَمرين وكلا الفريقين منافق ، وقد قيل إِنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " أستغفر لهم أكثر من سبعين ما لم ينهني ربي " قيل فنزلت : سواء استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم نهيا فترك ، فتكون هذه الآية نزلت بعد براءة ولا نسلم هذا ، فإِن هذه فى الفاسقين مطلقا أو فى عبد الله بن أُبى وآية براءة فى الأَمرين ، وعن ابن سيرين لما قال ابن أُبى لئن رجعنا إِلخ بأَيام قليلة مرض واشتد وجعه وسأَل عبد الله ولده النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل عليه فدخل فقال : إِذا مت فاشهد غسلى واكفنى فى ثلاثة أثواب من ثيابك وامش مع جنازتى وصل على ، ففعل ذلك كله لشفاعة ابنه فنزل : ولا تصل على أحد منهم إِلخ .