Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 7-7)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ } وسع فى المال . { مِن سَعَتِهِ } مصدر بمعنى اسم الفاعل أى من واسعة أى على قدر ماله الواسع ، ويقال يكون الرجل سيد الرجال إِذا كانت فيه ثلاث من داخل البيت ، توسيع الطعام واللباس على أهله قدر طاقته ، ومذاكرة أهله بما علم من العلم ، واستعمال ما رأى من أهل الورع ، وثلاث من خارج البيت ، استفادة العلم من العلماء ومخالطة أهل الورع ، وطلب قوته وقوت عياله من حلال . { وَمَن قُدِرَ } ضيق . { عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ } هذا اللفظ دليل على أن الرزق ما ملك ، فالرزق اسم ملك ولو لم ينتفع به لأَنه سماه رزقاً قبل أن ينفق ، أما إِذا أنفق فقد انتفع بالإِنفاق ، والمعنى فلينفق من الرزق الذى آتاه الله ، إِلا أن يقال سماه رزقاً باعتبار مآله للإِنفاق ، وزعم محمد بن المواز أن النفقة وجبت على الأَب والأُم بقدر الإِرث وهو باطل إِلا إِن كان ابن أمه أو لقيطها أو ملاعناً عليه فعليها وحدها ، وإِن عجزت فعلى عصبتها . { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا أتَاهَا } ما مفعول ثان بمعنى الطاقة أو الرزق على حذف مضاف ، أى إِلا قدر ما آتاها ، وهذا القدر هو المقدار الذى يناسب أن ينفقه من جملة ماله القليل وفى ذلك تطييب لنفس المعسر وتسلية لنفس الأُم . وفى الآية دليل على أن المعسر الذى لا يجد ما ينفق على زوجه لا ينفسخ نكاحه ، وهو الصحيح ، ومذهبنا ، وعليه الجمهور ، وعليه عمر بن عبد العزيز ، وأبو حنيفة ، فتصبر أو تحسب عليه نفقة المعسر على يد حاكم فإِن أيسر بعد قضاها . وعن أبى هريرة وابن المسيب ومالك وأحمد والشافعى وإسحاق يفسخ النكاح بالعجز عن الإِنفاق ويفرق بينهما ، ولا يعد تطليقاً ، فهى بعد ذلك له على ثلاث وفى كل واحدة من قوله عز وجل { لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِن سَعَتِه } وقوله { وَمَن قُدِرَ عَليهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ ممَّا آتَاهُ اللهُ } وقوله { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا } أخذ الأَدب عن الله إِذا وسع الله عز وجل فوسع وإِذا قتر فأَقتر ، وفى الحديث المرفوع " إِذا وسع الله عليك فوسع وإِذا قتر فأَقتر " . { سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } وعد لفقراء ذلك الوقت ومن بعدهم بفتح أبواب الرزق أزواجًا كانوا أو غير أزواج ، والمراد بالذات فقراء ذلك الوقت الأَزواج ، وقد يقال المراد باليسر اليسر العظيم ليطابق ذكر اليسرين فى قوله تعالى : { إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسْرًا } [ الشرح : 6 ] فيكون تنوينه للتعظيم .