Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا } وذلك فى اللوح المحفوظ أو فى خلق القرآن ، أو ذلك إِنشاء كقولك اشتريت عاقداً للشراء ، ومعنى ضرب المثل إِثبات غريب يعرف به أمر آخر مشاكل له ، ومحط ضرب المثل خيانة المرأتين مع أنهما مع نور النبيين الهاديين ، وهما من أهل النار ولا ينفعهما النبيان ، وكذلك لا تنفع قرابة النبى - صلى الله عليه وسلم - من كفر به ، ومثلا مفعول ثان مقدم ، وامرأة مفعول أول مؤخر ، وللذين متعلق بضرب أو نعت لمثلاً لا متعلق بمثلاً كما قيل ، لأَنه جاهد وعلى تأويله بمماثل يحتاج لتقدير مضاف أى مماثلاً لحال الذين كفروا ، نعم فيه وفى جعله نعتاً عدم الفصل بين ضرب ومتعلقه وآخر المفعول الأَول ليتصل بما يفسره وهو كون المرأتين تحت عبدين … الخ ، وتعدى لاثنين لمعنى التصيير ، ولك جعل مثلا مفعولا به وامرأة بدلاً منه متعدياً لواحد أى أثبت فى المماثلة امرأة نوح الخ . { امْرَأةَ نُوحٍ } اسمها والعة أو والهة . { وَامْرَأةَ لُوطٍ } اسمها والهة على أن امرأة نوح والعة ، أو اسمها والعة على أن امراة نوح والهة . { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا } نبيين عظيمين أديا ما لزمهما من حق العبودية لله تعالى قدر جهدهما نوح ولوط عليهما السلام وغاية حق الله عز وجل لا طاقة لمخلوق فى القيام بها . { صَالِحَينِ } متحررين عن الفساد والبطالة حتى أن لهما سعادة الدنيا والآخرة { فَخَانَتَاهُمَا } بإِضمار الشرك وإِعانة أهله بكل ما وجدتا ونفاق إِظهار التوحيد لهما ، وفى ذلك أن امرأة نوح تقول للناس إِن نوحاً مجنون . وأن امرأة لوط تدل قومه على الضيف ليفحشوا بهم ، وأنهما إِذا أوحى إِليهما أفشتا الوحى على الوجه الذى لا يليق بزيادة أو نقص أو تبديل ، وأنهما تنمان ، وقيل كفر جارحة لا إِضمار شرك ، وقيل إِن خيانتيهما الزنى وقيل الشرك والزنى ، ويردهما أن الزانى فى أزواج الأَنبياء نقيصة فيهم فلا تتصور ، بخلاف الإِشراك فإِنه ليس فى قلوب المشركين نقصاً وعيباً بل يعدونه حقاً لعنهم الله ولعن اعتقادهم . وعن ابن عباس موقوفاً " ما زنت امرأة نبي قط " ورواه أشرس بسنده إِلى النبى - صلى الله عليه وسلم - { فَلَمْ يُغْنِيَا } أى العبدان الصالحان بسبب خيانتهما . { عَنْهُمَا } عن المرأتين الخائنتين وهما زوجان للعبدين الصالحين . { مِنَ اللهِ } حال من قوله { شَيْئًا } مفعول ليغنى بمعنى لم يدفعا شيئاً من عذاب الله عنهما بالشفاعة للزوجية ، أو مفعول مطلق أى لم يغنيا عنهما إِغناء ما . { وَقِيلَ } قال الله تعالى كيف يليق أو الملائكة يوم القيامة والماضى لتحقق الوقوع أو عند موتهما والماضى على ظاهره { ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } موت الكافر أو قبره أول الآخرة ومفتاح لنار الآخرة بل يعذب أيضاً فى قبره أو روحه بنار منها ، والمراد مع سائر الداخلين الذين لا وصلة لهم بالعباد الصالحين فكأَنهما لم تكن لهما وصلة وهما النبيان إِذ لم تتبعاهما ، وكذلك لا ينتفع من قرب من الكفار إِليه - صلى الله عليه وسلم - بقرابته ، وكذلك لا تنفع أُمهات المؤمنين زوجيتهن للنبى - صلى الله عليه وسلم - لو ارتكبن محظوراً ولم يتبن حاشاهن ، والآية دالة على ذلك كله .