Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 146-146)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَأَصْرِفُ } بالطبع على القلوب فلا يعتبرون { عَنْ آيَاتِىَ } آيات التوراة وسائر وحيى أَو دلائلى فى الآفاق كالسموات والأَرض وما فيهما ، أَو سأَصرف عن إِبطال آياتى ولو اجتهد فى إِبطالها كما فعل فرعون { الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ } من كفار قريش ، أَو من الكفار مطلقاً { فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } أَى بدينهم الباطل ، أَو حال كونهم بغير حق تأكيداً لأَن التكبر لا يكون بحق ، أَو بغير حق فى عملهم إِنهم غير محقين ، أَو احترز عن تكبر بحق كاعتقاد الإِنسان رفعة رتبته بكونه على الهدى بلا تسفيه حق ، ولا تحقير خلق ، وكالتكبر على الفساق لله لا للنفس . والكلام مع موسى ، أَو مع رسول الله صلى الله وسلم عليهما { وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا ، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } عطف على يتكبرون ، أَى الذين من صفتهم التكبر بغير الحق وانتفاء الإيمان بكل آية رأَوها ، وانتفاء اتخاذ سبيل الرشد سبيلا ، وثبوت اتخاذ سبيل الغى سبيلا ، والرشد : الهدى ، والغى : الضلال ، والآية تشمل الآية المنزلة والمعجزة ، فالرؤية المشاهدة بالسمع أَو البصر من عموم المجاز لا من الجمع بين الحقيقة والمجاز ، والمعنى : وإِن يشاهدوا كل آية لا يؤمنوا بها على نفى العموم ، فقد يؤمنون ببعضها لكن لا ينفع الإِيمان بالبعض ، أَو على عموم النفى لأَنهم ولو آمنوا ببعض لكن لا ينفع ، ولا يحقون ما آمنوا به ، فكأَنهم لم يؤمنوا ، والظاهر الأَول ، ولو كان الثانى ملائماً للطبع ، وقيل : المراد الآية المنزلة ، ويدل له قوله سبحانه { وإِن يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا } والموعظة مما يجب أَن يرجع إِليه فى كل أَمر يذكر به كما كثر فى أَكثر الفواصل نحو : أَفلا تتذكرون ، أَفلا تتقون ، وانظر سورة الرحمن كيف وقع فيها التكرير ليستأنف السامع ادكارا واتعاظا ، ويجدد تنبيها واستيقاظا { ذَلِكَ } أَى صرفى إِياهم عنها ، { بِأَنَّهُمْ } أَى ثابت بأَنهم { كَذَّبُوا } أَى بتكذيبهم { بِآيَاتِنَا } أَو مفعول مطلق لأَنه إِشارة إِلى الصرف لا صرف ، أَى سأَصرف عن آياتى ذلك الصرف { وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } أَى وبكونهم غافلين عنها ، فذلك عطف ، ولا تثبت واو الاستئناف ، والغفلة الإِعراض عن الشئ بلا عمد ، شبه به الإِعراض عنه عمدا .