Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 170-170)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ } بالشد للمبالغة ، َو لموافقة يمسك الثلاثى ، كما أَنه أَمسك بالهمزة بلا زيادة معنى على مسك بالتخفيف والمعنى : يعملون ، وهذا أَولى لأَن الموفين بالدين من الصالحين ولو لم يبالغ ، والمضارع للتجدد والاستمرار ، لأَن التمسك يعم الأَزمنة بخلاف إِقامة الصلاة فإِنها فى أَوقات ، كذا قيل : مع أَن أَوقاتها عامة إِلا أَن عمومها دون ذلك { بِالْكِتَابِ } التوراة { وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } ذكر إِقامتها مع دخولها فى قوله " يمسكون بالكتاب " تعظيماً لشأنها وترغيباً ، ولأَنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والمعنى : أَنه من عمل ذلك من أَهل الكتاب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم أَو بعدها ، وعمل بالقرآن والعمل به داخل فى التمسك بالتوراة لأَن فى التوراة الأَمر بطاعته صلى الله عليه وسلم ، والمراد من آمن به صلى الله عليه وسلم على عهده كعبد الله بن سلام وأَهله وعمته خالدة بنت الحارث ، والنعمان السبائى ومخيرق أَسلم يوم أَحد ومحمد بن يأمن وثعلبة بن سعيه وأسيد بن شعية ، وأسيد بن عبيد . قيل : وابن صوريا ، أَو المراد مسلمو هذه الأُمة ، والكتاب القرآن ، ويناسبه مع القول بأَن المراد من أَسلم من اليهود على عهده صلى الله عليه وسلم أَن غيرهم من مؤمنى اليهود تقدم فى قوله : منهم الصالحون والذين مبتدأ خبره قوله تعالى { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } والربط هو قوله المصلحين ، لأَنهم نفس من تمسك بالكتاب وأَقام الصلاة . والرابط العموم على أَن المراد الموفون بدين الله مطلقاً أَو محذوف أَى المصلحين منهم على أَن من للبيان ، ويجوز أَن تكون للتبعيض وهذا على أَن معنى التمسك بالكتاب الإِيمان به ، وعلاج العمل به فقد لا يوفى لعمل كبيرة فخص المصلحين وهم الموفون .