Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 180-180)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } أَلفاظ يذكر بها ، ويختص بها كما أَفاده تقديم ولله ، لا توجد حقيقة معانيها لغيره ، ولو وجد لفظها ، إِلا الله والرحمن ، فلا يوجد لفظهما لغيره ، ولا يحل ، فلا يجوز أَن تسمى السورة بعد اقتربت الساعة الرحمن كما فى أَلسن العامة ، بل يقال : سورة الرحمن ، وذلك حرام ، وجاءَ الحديث : " إِن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إِلا واحداً من أَحصاها دخل الجنة ، إِن الله وتر يحب الوتر ، هو الله الذى لا إِله إِلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس " . إِلخ … وليست محصورة فى التسعة والتسعين ، ففى الحديث : " أَسأَلك بكل اسم سميت به نفسك ، أَو استأثرت به فى علم الغيب عندك " . وقد حفظت أَسماء غير التسعة والتسعين . ويقال : لله تعالى أَلف اسم ، نقله ابن العربى ، وقال : إِن الأَلف قليل ، وذكر بعض أَنها أَربعة آلاف ، وذكر بعض الصوفية أَنها لا تكاد تحصى ، ومعنى إِحصائها حفظها ، كما روى : من حفظها دخل الجنة ، ونسبه بعض لأَكثر المحققين ، وقيل إِحصاؤها مراعاة معانيها والعمل بها . وقيل : المعنى من استحضر معانيها عند ذكرها ، ولا بد من اجتناب الكبائر . وقيل المراد بالأَسماء : الصفات كالأُلوهية والرحمة والعلم والخلق ونحو ذلك من صفات الذات وصفات الفعل ، كما يقال : طار اسم فلان فى الآفاق ، أَو شاع ذكره بالمحاسن كالجود والشجاعة . والصحيح الأَول ، وهى توقيفية ، وقيل يجوز قياسها فيما ورد منها فعل كطحى ودحى وبنى ، وتضاف لمعموله كداحى الأَرض ، وكعلَّم بالشد فيجوز فى هذا القول معلم الإِنسان ، ويجوز عالم وعليم وعلام ، ولا يجوز فقيه ، ويجوز جواد لا سخى ، وقيل : يجوز قياسها ولو لم يرد فعل أَو مصدر أَو إِيهام ولا نقص ، بل إِعظام وإِجلال بأَى لغة كانت ، وصححه بعض وهو قول وجيه ؛ لأَننا أمرنا بعبادته وإِجلاله بلا حد ، وليس المنع أَولى من الإِجازة ، لأَن كلا منهما تشريع ، وإِنما الفرق فى المقارفة ، فيقول مثلا لا أطلق له اسماً حذراً وخوفاً لعله لا يجوز ولا يضاف للأَشياء الحقيرة ، لا يقال : خالق الخنافس والقرود ، ويجوز إِطلاق ماكر وخادع فى مقام المشاكلة ، وسمع المشركون النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمين يقولون : يا الله يا رحمن ، فقالوا : يزعم محمد أَنه يعبد ربا واحداً ، فما لهم يدعون اثنين ؟ فنزل { قل ادعو الله أَو ادعو الرحمن } [ الإِسراء : 110 ] والحسنى اسم تفضيل ، والمعنى أَحسن الأَسماء { فَادْعُوهُ } سموه أَو نادوه أَو اعبدوه { بِهَا وَذرُوا } ا تركوا { الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ } يميلون فيها عن الحق بالاشتقاق منها لغيره إِشراكا به كاللات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من منان ، أَو بتحريفها ، كقادر بفتح الدال وعبد القادر بفتح قبل الراء ، وعبد اللا بحذف الهاء من الله ، والله بترك مد اللام بالأَلف ، وتسمية السورة الرحمن ، بل قل : سورة الرحمن . ومن الإِلحاد تسميته بما لا يجوز كتفسير الربيع فى أَنبت الربيع البقل ، والطبيب فى شفى الطبيب المريض - بالله تعالى على التجوز الاستعارى ، بل هما على ظاهرهما و التجوز فى الإِسناد إِليهما ، وكذا تفسير الرؤية به تعالى ، وفيه أَيضاً تسمية بما فيه تاء التأْنيث ، وذلك فى قولهم : سرتنى رؤيتك ، ولا يحكم على موحد بشرك على خطئه فى لفظ إِذ لم يرد الشرك ، ولا يعذر فى ترك التعلم والخطأ إِلى ما هو إِشراك لولا التأويل أَشد من الخطأ بفعل ، ولو فرضنا أَن إِنساناً لا يحل قتله فقتله أَحد لكان ذنبه دون ذنب من قال إِن الإِنسان خالق لفعله ، ودون ذنب من قال برؤية البارى تعالى ، ودون ذنب من قال : صفات الله سبحانه غيره لأَن هؤلاء الثلاثة لولا التأْويل لكانت إِشراكا ، وكذا القول بإِجبار الله تعالى الخلق على الفعل والقول بسلب القدرة أَلبتة عن العبد ، ومذهبنا خال عن ذلك كله والحمد لله عز وجل ، كما قال لى بعض علماء مكة : لا بدعة فى مذهبكم { سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أَمدهم بالإِعراض عن المشركين ، وعدم اتباعهم ، وعدم التلهف فى أَثرهم ، وأَخبرهم بأَنهم سيجزون على عملهم ، وليس فى ذلك نهى عن قتال فضلا عن أَن يقال : نسخ بآية القتال ، لأَن ذلك يقال لهم قبل نزول القتال وبعده .