Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 33-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَاحِشَ } ما تزايد قبحه مطلقاً أَو أَنواع الزنى من ظاهر وباطن فى الرجال والنساء واللواط والسحاق والاستمناء بنحو اليد ، والتعميم أَولى ولو ناسب الزنى قوله تعالى أَتأْتون الفاحشة ، وناسب أَن من النساء أَو الرجال من يسر الزنى ومنهم ومنهن من يظهره فجعلها لنفسها علامة الزنى ولخلوة بها بمرأَى الناس { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } كلاهما يكون فى الزنى وسائر المعاصى ، ومن الباطن زنى القلب ، وعن ابن عباس : ما ظهر الزنى جهراً وما بطن الزنى سرا ، وكانوا يكرهون الأَول ويفعلون الثانى ، وعن مجاهد ما ظهر الطواف فى عراء وما بطن الزنى ، وقيل الأول طواف الرجال بالنساء والثانى طواف النساء عاريات ليلا { وَالإِثْمْ } الذنب الصغير والكبير تعميم بعد تخصيص ، وفسره ابن عباس والحسن البصرى بالخمر لكونها سبباً للإثم الكبير فى قوله تعالى { قل فيهما إِثم كبير } [ البقرة : 219 ] واعترض بأَن السورة مكية وتحريم الخمر بعد أحد ، وقد قتل فيه شهداء وهى فى بطونهم ، وقد قيل هذا إِخبار عما سيكون من تحريمها وهو خلاف الظاهر ، وليس الإِثم من أَسماء الخمر بالوضع العربى بل بالعموم ولا أظن قول الشاعر : @ نهانا رسول الله أَن نقرب الزنى أو ان نشرب الإِثم الذى يوجب الوزرا @@ وقول الآخر : @ شربت الخمر حتى ضل عقلى كذلك الإثم يذهب بالعقول @@ إِلا مصنوعين إِيهاما أَنه من أَسماء الخمر ، وإِلا فمراد البيتين التسمية مجازا لأَنه سبب الإِثم { وَالْبَغْىَ } الظلم أَو الكبر ، وخص للمبالغة لأَن الكبر مشاركة لله فى ردائه ، ونحو القتل يلي الشرك ولا ظلم ولا بغى الا غير حق فقوله { بِغَيْرِ الحَقِّ } تأْكيد لقبحه كالصفة الكاشفة ، وأَيضاً قد يسمى الجزاء ظلماً لكونه فى صورته فقال بالظلم الذى هو غير حق فإِن الظلم الذى هو الجزاء حق { وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ } أى شيئاً تعبدونه { سُلْطَانًا } حجة ، تهكم بالمشركين كأَنه من الجائز أن يوحى إِجازة الإِشراك ، وليس من الجائز الإِشراك فضلا عن أَن يوحى ، أَى لا ينزله فضلا عن أن يكون حجة ، وذكر الإِشراك تعميم بعد تخصيص ، كما أن ذكر البغى بعد الإِثم تخصيص إِلا إِن أُريد بالفواحش ما يتعلق بالفروج ، وبالإثم شرب الخمر ، وغير الأسلوب إِذ لم يقل إِشراككم بالله ، لم ينزل به سلطانا بل قال : وأن تشركوا إِلخ ، لمزيد التوبيخ والعقاب بالخطاب وصيغة الاستمرار وكذا فى قوله { وَأنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } إِذ لم يقل وقولكم على الله ما لا تعلمون . والمراد إِلحادهم فى صفاته والافتراء عليه بقولهم : والله أَمرنا بها .