Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-40)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } متلواتها ومعجزاتها { واسْتَكْبَرُوا عَنْهَا } عن الإِيمان بها والعمل بمقتضاها { لاَ تُفَتَّحُ } شدد للمبالغة العائدة إِلى النفى أَى ننفى الفتح لهم انتفاء بليغاً ، أَو إِلى كثرة الأَبواب أَو إِلى أَن لكل سماءٍ أَبوابا { لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ } لأدعيتهم وأَعمالهم ، ولا لنزول البركة ولا لأرواحهم عند النوم والموت لأنها خبيثة كما تفتح للمؤمنين لأَجل ذلك لطيبهم وطيب أَرواحهم فتتصل بالملائكة " إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " قال صلى الله عليه وسلم لروح المؤمن : " يعرج بها إِلى السماء فيستفتح لها فيقال : مرحباً بالنفس الطيبة التى كانت فى الجسد الطيب ، إِلى أَن ينتهى بها إِلى السماء السابعة ، ويستفتح لروح الكافر فيقال لها ارجعى ذميمة فيهوى بها إِلى سجين ومعها فى صعودها ريح منتنة كأَنتن جيفة على الأَرض لا تمر على ملك من الملائكة إِلا قالوا : ما هذه الرائحة الخبيثة ، فيقولون فلان بن فلان ، بأَقبح أَسمائه فى الدنيا " ، والنفى لعموم السلب { وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ } يدخل ، وقيل الولوج خاص بالمضيق { الْجَمَلُ } البعير الذكر إِذا بذل وقيل إِذا بلغ أَربع سنين ، والبعير أَكبر ما ترى العرب من الحيوان ، والفيل أَكبر لكن ليس فى أَيديهم ولا فى برهم ، وقيل الحبل الغليظ من القنب ، وقيل حبل السفينة والأَول هو الصحيح ، وقد عنف ابن مسعود السائل عن الجمل بقوله : إِنه زوج الناقة ، وكذا الحسن عنف السائل بقوله : إِنه ابن الناقة الذى يقوم فى المربد على أَربع قوائم ، وذلك كراهة منهما لتفسيره بغير البعير { فِى سَمِّ } ثقب { الْخِيَاطِ } الإِبرة ، استحال دخولهم الجنة كما استحال دخول الجسم الغليظ فى الثقب الضيق ، وذلك حقيقة غياها بالمحال ، وهذا أَولى من الاستعارة التمثيلية ، إِلا أَنها أَشد مبالغة حيث يمكن أَن يراد ما هو أَعظم من الجمل وأَضيق من ثقب الإِبرة ، ودخول الجمل فى سم الخياط مستحيل ، وهو قاعد ولا سيما إِن كان قائماً أَو ممتداً على جنب { وَكَذَلِكَ } أَى على هذا الوصف من استحالة دخول الجنة { نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ } أَى نجزيهم ، وذكرهم باسم المجرمين ليصرح بأَنهم مجرمون ، وأَن الإِجرام سبب الجزاء ، والمراد عموم المجرمين ، ويدخل هؤلاء دخولا أَوليا فى هذا العموم .