Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 5-5)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ } اختار هذا عن أن يقول سنوحى إِليك لأَن الإِلقاء عليه مشعر بالثقل والقرآن ثقيل كما قال عز وجل . { قَوْلاً ثَقِيلاً } هو القرآن المتلو وثقله معنوى فإِنه شاق لما فيه من التكاليف من الأَوامر والنواهى والحدود وللوعيد ولا سيما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإِنه يشق عليه أخذه عن جبريل فإِنه يعرق جبينه عند أخذه عنه ولو شتاء ، كما روى عن عائشة ويعمل به ويحفظه ويعلمه الناس ويأَمرهم به ، وفى ذلك ثقل حسى ، قالت عائشة رضى الله عنها إِذا أوحى إِليه راكباً على ناقته وضعت جرانها فما تقدر أن تتحرك حتى يفرغ وقرأت { إِنَّا سنلقي } … إِلخ وأوحى إِليه وفخذه على فخذ زيد فكادت ترضُّ فخذ زيد ، وقيل ثقله شدة جودة معناه ولفظه ويقال للشئ الذى له شأن عظيم إِنه ثقيل ، قال البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها وعن أبيها أن الحارث بن هشام سأَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله ، يا رسول الله كيف يأتيك الوحى فقال - صلى الله عليه وسلم - " أحياناً يأَتيني في مثل صلصلة الجرس وهذا أشده عليَّ فينقصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول " وقيل ثقلة لزوم التجرد للتأَمل فيه وتصفية السر ، وقيل كثرة ثوابه وقيل يعبر عن هذا بثقله فى الميزان ، وقيل ثقله لما فيه من المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وقيل ثقيل على المشركين والمنافقين لأَنه يضادهم وخصوصاً على المنافقين لأَنه يفضحهم ، ويقال كل حرف فى اللوح المحفوظ كجبل لا تطيق الملائكة كلهم على حمله واستخراجه إِلا إِسرافيل فأقدره على ذلك ولا مستند لهذا أو الثقل فى ذلك كله مجاز ، ولا يقال سورة أو آية خفيفة لأَن الله عز وجل وصف القرآن بالثقل .