Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 31-31)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } قرآننا { قَالُوا } قال النضر بن الحارث عند مجاهد وابن جبير والجمهور وأَبو جهل عند أَنس بلسانه وغيره برضاه ، ففى ذلك جمع بين الحقيقة والمجاز ، وزعم بعض أَن القول حقيقة فى الاعتقاد ، وبعض أَنه حقيقة فيه وفى اللفظ ، والصحيح أَنه حقيقة فى اللفظ فيجاب عن الجمع بينهما باستعماله فى عموم المجاز وهو المعنى الموجود فى الحقيقة والمجاز . وذلك المعنى هو الرضى الموجود فى قلب اللافظ وقلب المعتقد بلا تلفظ ، أَو أَسند القول إِليهم لأَن النضر رئيسهم وقاضيهم وقاصهم ، وكان يأتى الحيرة للتجر ويشترى كتب أَخبار العجم كالفرس والروم ويمر بأَهل الكتاب ويحدث أَهل مكة عنها ، وكان معروفاً فيهم بالفطنة ، أَو القائلون المؤتمرون فى أَمره صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فلا مجاز إِلا إِن أُريد المؤتمرون ، ومن رضى بقولهم { قَدْ سَمِعْنَا } ما قلت وليس ببدع مؤثر فينا ، وقيل : سمعنا التوراة والإِنجيل مثل كلامك ، ويرده قوله { لَوْ نَشَاءُ } القول { لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا } لأَنا فصحاء بلغاء مثلك ، وذلك عناد محض ، إِذ لو قدروا على مثل القرآن لقالوا ليستريحوا عن الجدال ، وبعد الهجرة يستريحوا عن القتل والسبى والغنم ، وقد لبث فيهم عشر سنين أَو ثلاث عشرة وما أَطاقوه { إِنْ هَذَا } أَى القرآن { إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } جمع أَسطورة وهو المسطور العجيب ، أَو جمع الجمع وهو أَسطار والمراد ما سطر أَى كتب فى أَخبار العجم .