Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 37-37)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِيَمِيزَ } متعلق بيحشرون أَويغلبون ، فإِن فى حشرهم إِلى النار ميز الخبيث من الطيب ، وكذا فى كونهم مغلوبين أَى ، ليفصل { اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } الخبيث الكافر والطيب المؤمن والمراد جنسهما ، أَو الخبيث الاعتقاد والقول والفعل الخبيثات ، والطيب الصوالح منهن ، وإِن جعلنا الخبيث النفقة فى إِعلاءِ الدين فاللام متعلق بتكون لا بتحشرون ، لأَنه لا معنى لتعليل كون ما لهم حسرة بتمييز الكفار من المؤمنين أَو الفساد من الصلاح ، أَو يراد ذلك كله فى الجانبين . { وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ } يضع الكافر على الكافر ويضع ما أَنفقه فى العداوة وقوله وفعله واعتقاده عليه مكانا ضيقا مقرنين فيزداد تحسرا بأَخيه الكافر وما أَنفقه وما عمله من اعتقاد وقول وفعل مستحضرا له { فيرْكُمَهُ } يجمعه متلاصقا { جَمِيعًا } حال من الهاءِ ، أَو توكيده أَو جمعه { فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ } على مواطن ، تارة يجتمع أَهل النار وتارة يفترقون { أُولَئِكَ } إِشارة بلفظ الجماعة إِلى الخبيث لأَن المراد به الجنس الكفار وما أَنفقوا وما عملوا ، أَو المنافقون ، وإِشارة البعد لبعد مرتبتهم فى السوءِ { هُمُ الْخَاسِرُونَ } الخسران الكامل أَو كأَنه لا خاسر إِلا هم ، أَو خسروا أَنفسهم وأَموالهم ، وإِسناد الخسران إِلى ما أَنفقوا أَو إِلى عملهم مجاز ، وإِلا لم يتصوروا الجواب ، إِذ المعنى أَولئك المتصفون بتلك الصفات .