Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 59-59)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ } - وفى قراءةِ ولا تحسبن - يا محمد ، أَو يا من يصلح للخطاب مطلقا { الَّذِينَ كَفَرُوا } من كفار بدر الذين لم يقتلوا أَو لم يؤسروا ، أَو المشركين مطلقا ، وهو أَولى لشموله الأَول بالذات { سَبَقُوا } مفعول ثان ، لا تحسبنهم سابقين الله وفائتيه ، بل منهم من يؤمن بعد ، ومنهم من يقتل أَو يموت فيعاقب بالنار ، وعلل ذلك بقوله { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونِ } الله ، لا يفوتونه ، أَو هو مضارع أَعجز الذى بمعنى وجد عاجزا ، فإِن من معانى أَفعل الوجود ، أَى لا يجدون طالبهم عاجزاً ، فلا تأيس من قتلهم إِيمانهم ، ولا تحذر النبذ إِليهم ظانا أَنه إِذا أَعلمتهم بالنبذ أَخذوا حذرهم وتقووا عليك ، وقيل : لا يعجزونك ، ثم إِن عدم الإِعجاز يفيد أَنهم يعاقبون فى الدنيا بالقتل ، وهكذا يتبادر ولا سيما إِذا قدرنا لا يفوتونك ، وعن الحسن : لا يفوتون بعدم البعث ، وأَقول : الآية ليست على هذا المعنى ، وأَولى من هذا - إِن أَريد - أَن يقال بالعموم ، أَى لا يفوتون من عذاب الدنيا ولا البعث ، تسلية له صلى الله عليه وسلم ، أَو أَن يقال : لا يفوتون : إِما أَن يقتلوا ولهم النار ، وإِما أَن يعذبوا فى الآخرة ، وهذا تسلية أَيضا ، ولا سيما إِن قيل أَنها نزلت فيمن فاته ولم ينقم منه .