Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 66-66)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ تَعْتَذِرُوا } فإِن اعتذاركم كاذب لا يقبل ، وأَصل الاعتذار الدروس والقطع فإِن المعتذر يحاول زوال أَثر ذنبه ، يقال : اعتذرت المنازل أَى درست والاعتذار سبب لقطع اللوم والقلفة عذرة لأَنها تقطع بالختن والبكارة عذرة لأَنها تقطع بالافتراع واعتذرت المياه انقطعت ، ومن ذلك قول الشاعر : @ حشاى أَنى مسلم معذور @@ أَى مختون { قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } أَظهرتم كفركم فى ذلك الخوض وغيره بعد إِظهار الإِيمان ، ولم يتحقق إِيمانهم قبل ، وفى معنى ذلك قد كفرتم عند المؤمنين بعد كونكم عندهم مؤمنين ، واللعب والجد فى أَمر الكفر سواءٌ { إِن نَّعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِّنْكُمْ } بالتوبة لتوفيق الله إِليها ومنهم مخشى بن حُمير ( بضم الحاء وفتح الميم ) تاب وحسن إِسلامه ومات شهيداً فى وقعة اليمامة ، ويقال فخش بن حمير الأَشجعى ، وهو من جملة من يخوض ويلعب . وقيل كان يضحك من كلام من يخوض ويلعب ، ولكن الضحك عند المعصية بلا بغض لها رضى بها كفر إِن كانت كبيرة ، وكان يمشى مجانباً لهم وينكر عليهم بعض ما يقولون ، ولما نزلت الآية تاب من نفاقه وقال : اللهم إِنى لا أَزال أَسمع آية تقرأُ تقشعر منها الجلود وتخفق منها القلوب ، اللهم اجعل وفاتى قتلا فى سبيلك ليعلم مقتلى لا يقول أَحد أَنى غسلته أَو كفنته أَو دفنته ، فأُصيب يوم اليمامة ولم يعرف أَحد من المسلمين مصرعه وكأَنهم رأَوه ميتاً ، ثم لم يرد أَو رجحوا موته لدعائه مع نصوح ، توبته ، ولو كان فى حكم المفقود ولا يعمل بهذه ، والطائفة تطلق على القطعة من جملة فصدق على الواحد فصاعدا ، قال مجاهد إِلى الأَلف ، ويجوز أَن يراد بالعفو عن طائفة توفيقها للإِسلام دون أَن يتقدم لها نفاق . { نُعَذِّبْ طَائِفَةً } عذاب الدنيا والآخرة أَو عذاب الآخرة { بِأَنَّهُمْ } بسبب أَنهم { كَانُوا مُجْرِمِين } مصرين على النفاق ، أَو مقدمين على الايذاء والاستهزاءِ ، ويجوز أَن يراد بالعذاب عذاب الدنيا ، وعذاب الآخرة لا بد منه لكن يعفو عن طائفة فلا تعذب فى الدنيا وتعذب طائفة ، فالعفو ترك العذاب ، ويقال هم ثلاثة اثنان يتكلمان بالسوءِ والثالث يضحك لكلامهما ، وهو جحش بن حمير ، وهو الذى تاب ومات شهيداً .