Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 101-101)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ } قيل : الضمير للقرى مراداً بها أهلها وقد أريد منها أولاً حقيقتها ، ففي الكلام استخدام ، وقيل : الضمير لأهل القرى لأن هناك مضافاً مقدراً أي ذلك من أنباء أهل القرى ؛ والضمائر منها ما يعود إلى المضاف ومنها ما يعود إلى المضاف إليه ، ومتى وضح الأمر جاز مثل ذلك . وقيل : القرى على ظاهرها وإسناد الأنباء إليها مجاز ، وضمير { مِنْهَا } لها وضمير { ظَلَمْنَـٰهُمْ } للأهل المفهوم منها ، وقيل : القرى مجاز عن أهلها ، والضميران راجعان إليها بذلك الاعتبار ، أو يقدر المضاف والضميران له أيضاً ، وعلى هذا خرج ما حكي عن بعضهم من أن معنى { مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } [ هود : 100 ] منها باق نسله ومنها منقطع نسله . وأياً ما كان ففي الكلام إيذان بإهلاك الأهل فيكون المعنى هنا وما ظلمناهم بإهلاكنا إياهم . { وَلَـٰكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } حيث اقترفوا بسوء استعدادهم ما يترتب عليه ذلك بمقتضى الحكمة { فَمَآ أَغْنَتْ عَنْهُمْ } أي ما نفعتهم ولا دفعت بأس الله تعالى عنهم { آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِى يَدْعُونَ } أي يعبدونها { مِن دُونِ ٱللَّهِ } أوثر صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية أو للدلالة على استمرار عبادتهم لها { مِن شَيْء } أي شيئاً من الإغناء أو شيئاً من الأشياء فما نافية لا استفهامية وإن جوّزه السمين وتعلق ( عن ) بما عنده لما فيه من معنى الدفع ، و { مِنْ } الأخيرة صلة ومجرورها مفعول مطلق أو مفعول به للدفع . وقوله سبحانه : { لَّمَّا جَآء أَمْرُ رَبّكَ } أي حين مجيء عذابه منصوب بأغنت وهذا على ما في « البحر » بناءاً على خلاف مذهب سيبويه لأن مذهبه أن { لَّمّاً } حرف وجوب لوجوب . وقرىء آلهتهم اللاتي و { يدعون } بالبناء للمفعول وهو وصف للآلهة كالتي في المشهورة ، وفيه مطابقة / للموصوف ليست في { ٱلَّتِي } لكن قيل كما في « جمع الجوامع » للجلال السيوطي إن التي في جمع غير عالم أكثر من اللاتي ، نعم إن الآلهة قد عوملت في الآية معاملة العقلاء لأن عبدتها نزلوها منزلة العقلاء في اعتقادهم فيها أنها تنفع وتضر ، فقيل : { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } ومن هنا قيل : إن ( اللاتي ) في تلك القراءة واقع موقع الألى أو الذين . و التتبيب على ما في « البحر » التخسير ، يقال : تب خسر وتببه خسره . وذكر الجوهري أن التب الخسران والهلاك والتتبيب الإهلاك ، وفي « القاموس » التب والتبب والتباب والتتبيب النقص والخسار . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر ومجاهد تفسير ذلك بالتخسير ، وكذا أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عنهما إلا أنه استشهد عليه بقول بشر بن أبي خازم @ : هم جدعوا الأنواف فأذهبوها وهم تركوا بني سعد ( تباباً ) @@ وحينئذ فالمعنى فما زادوهم غير تخسير أو خسارة لنفوسهم حيث استحقوا العذاب الأليم على عبادتهم لها نسأل الله تعالى العفو والعافية .