Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 106-106)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ } أي سبقت لهم الشقاوة { فَفِي ٱلنَّارِ } أي مستقرون فيها { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } قال أهل اللغة من الكوفية والبصرية : الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار والشهيق بمنزلة آخر نهيقه ، قال رؤبة : @ حشرج في الصدر صهيلا أو شهق حتى يقال ناهق وما نهق @@ وقال ابن فارس : الزفير إخراج النفس والشهيق رده ، قال الشماخ في حمار وحش : @ بعيد مدى التطريب أول صوته زفير ويتلوه شهيق محشرج @@ وقال الراغب : ( ( الزفير ترديد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه من زفر فلان إذا حمل حملاً بمشقة فتردد فيه نفسه ، ومنه قيل : للإماء الحاملات الماء : زوافر والشهيق طول الزفير وهو رد النفس ، والزفير مده ، وأصله من جبل شاهق أي متناه في الطول ) ) . وعن السائب أن الزفير للحمير والشهيق للبغال وهو غريب . ويراد بهما الدلالة على كربهم وغمهم وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه ، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة ، والمأثور عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : يريد ندامة ونفساً عالياً وبكاءاً لا ينقطع . وقرأ الحسن { شَقُواْ } بضم الشين فاستعمل متعدياً لأنه يقال شقاه الله تعالى كما يقال أشقاه . وجملة { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } الخ مستأنفة كأن سائلا قال : ما شأنهم فيها ؟ فقيل لهم فيها كذا وكذا ، وجوّز أن تكون منصوبة المحل على الحالية من النار أو من الضمير في الجار والمجرور كقوله عز وجل : { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } .