Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 109-109)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً } رد لقولهم : { لَوْ شَاء رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَـٰئِكَةً } [ فصلت : 14 ] نفي له ، وقيل : المراد نفي استنباء النساء ونسب ذلك إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما . وزعم / بعضهم أن الآية نزلت في سجاح بنت المنذر المنبئة التي يقول فيها الشاعر : @ أمست نبيتنا أنثى نطوف بها ولم تزل أنبياء الله ذكرانا فلعنة الله والاقوام كلهم على سجاح ومن بالافك أغرانا أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت اصداؤه ماء مزن أينما كانا @@ وهو مما لا صحة له لأن ادعاءها النبوة كان بعد النبـي صلى الله عليه وسلم وكونه اخباراً بالغيب لا قرينة عليه { نُّوحِى إِلَيْهِمْ } كما أوحينا إليك . وقرأ أكثر السبعة { يوحى } بالياء وفتح الحاء مبنياً للمفعول ، وقراءة النون وهي قراءة حفص وطلحة وأبـي عبد الرحمن موافقة لأرسلنا { مّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } لأن أهلها كما قال ابن زيد وغيره : وهو مما لا شبهة فيه أعلم وأحلم من أهل البادية ولذا يقال لأهل البادية أهل الجفاء ، وذكروا ان التبدي مكروه إلا في الفتن ، وفي الحديث " من بدا جفا " قال قتادة : ما نعلم أن الله تعالى أرسل رسولاً قط إلا من أهل القرى ، ونقل عن الحسن أنه قال : لم يبعث رسول من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن ، وقوله تعالى : { وَجَاء بِكُمْ مّنَ ٱلْبَدْوِ } [ يوسف : 100 ] قد مر الكلام فيه آنفاً . { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من المكذبين بالرسل والآيات من قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح وسائر من عذبه الله تعالى فيحذروا تكذيبك وروي هذا عن الحسن ، وجوز أن يكون المراد عاقبة الذين من قبلهم من المشغوفين بالدنيا المتهالكين عليها فيقلعوا ويكفوا عن حبها وكأنه لاحظ المجوز ما سيذكر ، والاستفهام على ما في " البحر " للتقريع والتوبيخ { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ } من إضافة الصفة إلى الموصوف عند الكوفية أي ولا الدار الآخرة وقدر البصري موصوفاً أي ولدار الحال أو الساعة أو الحياة الآخرة وهو المختار عند الكثير في مثل ذلك { خَيْرٌ لّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الشرك والمعاصي : { أفَلا تَعْقِلُونَ } فتستعملوا عقولكم لتعرفوا خيرية دار الآخرة فتتوسلوا إليها بالاتقاء ، قيل : إن هذا من مقول { قُلْ } [ يوسف : 108 ] أي قل لهم مخاطباً أفلا تعقلون فالخطاب على ظاهره ، وقوله سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } إلى { مِن قَبْلِهِمُ } أو { ٱتَّقَوْاْ } اعتراض بين مقول القول ، واستظهر بعضهم كون هذا التفاتاً . وقرأ جماعة { يَعْقِلُونَ } بالياء رعياً لقوله سبحانه : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } .