Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 86-86)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى } البث في الأصل إثارة الشيء وتفريقه كبث الريح التراب واستعمل في الغم الذي لا يطيق صاحبه الصبر عليه كأنه ثقل عليه فلا يطيق حمله وحده فيفرقه على من يعينه ، فهو مصدر بمعنى المفعول وفيه استعارة تصريحية . وجوز أن يكون بمعنى الفاعل أي الغم الذي بث الفكر وفرقه ، وأياً ما كان فالظاهر أن القوم قالوا ما قالوا بطريق التسلية والإشكاء فقال في جوابهم : إني لا أشكو ما بـي إليكم أو إلى غيركم حتى تتصدوا لتسليتي وإنما أشكو غمي { وَحُزْنِى إِلَى ٱللَّهِ } تعالى متلجئاً إلى جنابه متضرعاً في دفعه لدى بابه فإنه القادر على ذلك . وفي الخبر عن ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنوز البر اخفاء الصدقة وكتمان المصائب والأمراض ومن بث لم يصبر " وقرأ الحسن وعيسى { حزني } بفتحتين وقرأ قتادة بضمتين . / { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ } من لطفه ورحمته { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } فأرجو أن يرحمني ويلطف بـي ولا يخيب رجائي ، فالكلام على حذف مضاف و { مِنْ } بيانية قدمت على المبين وقد جوزه النحاة . وجوز أن تكون ابتدائية أي أعلم وحياً أو الهاماً أو بسبب من أسباب العلم من جهته تعالى ما لا تعلمون من حياة يوسف عليه السلام . قيل : إنه عليه السلام علم ذلك من الرؤيا حسبما تقدم ، وقيل إنه رأى ملك الموت في المنام فأخبره أن يوسف حي ذكره غير واحد ولم يذكروا له سنداً والمروي عن ابن أبـي حاتم عن النضر أنه قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام مكث أربعة وعشرين عاماً لا يدري أيوسف عليه السلام حي أم ميت حتى تمثل له ملك الموت عليه السلام فقال له : من أنت ؟ قال : أنا ملك الموت فقال : أنشدك بإله يعقوب هل قبضت روح يوسف ؟ قال : لا فعند ذلك قال عليه السلام : { يٰبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ … }