Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 5-5)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليٰهُمَا } أي أولى مرتي الإفساد . والوعد بمعنى الموعود مراد به العقاب كما في « البحر » وفي الكلام تقدير أي فإذا حان وقت حلول العقاب الموعود ، وقيل الوعد بمعنى الوعيد وفيه تقدير أيضاً ، وقيل بمعنى الوعد الذي يراد به الوقت أي فإذا حان موعد عقاب أولاهما { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ } أرسلنا لمؤاخذتكم بتلك الفعلة { عِبَادًا لَنَا } وقال الزمخشري : « خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم » وفيه دسيسة اعتزال ، وقال ابن عطية : « يحتمل أن يكون الله تعالى أرسل إلى ملك أولئك العباد رسولاً يأمره بغزو بني إسرائيل فتكون البعثة بأمر منه تعالى » . وقرأ الحسن وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهم { عبيداً } { أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ } ذوي قوة وبطش في الحروب ، وقال الراغب : « البؤس والبأس والبأساء الشدة والمكروه إلا أن البؤس في الفقر والحرب أكثر والبأس والبأساء في النكاية » ومن هنا قيل : إن وصف البأس بالشديد مبالغة كأنه قيل : ذوي شدة شديدة كظل ظليل ولا بأس فيه ، وقيل إنه تجريد وهو صحيح أيضاً . واختلف في تعيين هؤلاء العباد فعن ابن عباس وقتادة هم جالوت الجزري وجنوده ، وقال ابن جبير . وابن إسحاق هم سنجاريب ملك بابل وجنوده ، وقيل هم العمالقة ، وفي « الأعلام » للسهيلي هم بختنصر عامل لهراسف أحد ملوك الفرس الكيانية على بابل والروم وجنوده بعثوا عليهم حين كذبوا أرميا وجرحوه وحبسوه قيل وهو الحق . / { فَجَاسُواْ خِلَـٰلَ ٱلدّيَارِ } أي ترددوا وسطها لطلبكم ، قال الراغب : « جاسوا الديار توسطوها وترددوا بينها ويقاربه حاسوا وداسوا » . وقرأ ( حاسوا ) بالحاء أبو السمال . وطلحة ، وقرىء أيضاً ( تجوسوا ) بالجيم على وزن تكسروا . وقال أبو زيد : الجوس والحوس طلب الشيء باستقصاء . و { خِلَـٰلُ } اسم مفرد ولذا قرأ الحسن ( خلل ) ويجوز أن يكون خلال جمع خلل كجبال جمع جبل ، ويشير كلام أبـي السعود إلى اختياره وكلام البيضاوي إلى اختيار الأول . { وَكَانَ } أي وعد أولاهما { وَعْدًا مَّفْعُولاً } محتم الفعل فضمير { كَانَ } للوعد السابق ، وقيل : للجوس المفهوم من ( جاسوا ) والجمهور على أن في هذه البعثة خرب هؤلاء العباد بيت المقدس ووقع القتل الذريع والجلاء والأسر في بني إسرائيل وحرقت التوراة ، وعن ابن عباس ومجاهد أنه لم يكن ذلك وإنما جاس الغازون خلال الديار وانصرفوا بدون قتال .