Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 15-15)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَٰؤُلاء } هو مبتدأ وفي اسم الإشارة تحقير لهم { قَوْمُنَا } عطف بيان له لا خبر لعدم إفادته ولا صفة لعدم شرطها والخبر قوله تعالى { ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } تعالى شأنه { ءالِهَةً } أي عملوها ونحتوها لهم . قال الخفاجي : فيفيد أنهم عبدوها ولا حاجة إلى تقديره كما قيل بناء على أن مجرد العمل غير كاف في المقصود . وتفسير الاتخاذ بالعمل أحد احتمالين ذكرهما أبو حيان ، والآخر تفسيره بالتصيير فيتعدى إلى مفعولين أحدهما { ءالِهَةً } والثاني مقدر ، وجوز أن يكون { ءالِهَةً } هو الأول و { مِن دُونِهِ } هو الثاني وهو كما ترى . وأياً ما كان فالكلام إخبار فيه معنى الإنكار لا إخبار محض بقرينة ما بعده ولأن فائدة الخبر معلومة { لَّوْلاَ يَأْتُونَ } تحضيض على وجه الإنكار والتعجيز إذ يستحيل أن يأتوا { عَلَيْهِمْ } بتقدير مضاف أي على ألوهيتهم أو على صحة اتخاذهم لها آلهة { بِسُلْطَـٰنٍ بَيّنٍ } بحجة ظاهرة الدلالة على مدعاهم فإن الدين لا يؤخذ إلا به ، واستدل به على / أن ما لا دليل عليه من أمثال ما ذكر مردود . { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا } بنسبة الشريك إليه تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، وقد مر تحقيق المراد من مثل هذا التركيب . وهذه المقالة يحتمل أن يكونوا قالوها بين يدي الجبار تبكيتاً وتعجيزاً وتأكيداً للتبري من عبادة ما يدعوهم إليه بأسلوب حسن ؛ ويحتمل أن يكونوا قالوها فيما بينهم لمَّا عزموا لما عزموا عليه ، وخبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما السابق نص في أن هذه المقالة وما قبلها وما بعدها إلى { مّرْفَقًا } [ الكهف : 16 ] مقولة فيما بينهم ، ودعوى أنه إذا كان المراد من القيام فيما مر قيامهم بين يدي الجبار يتعين كون هذه المقالة صادرة عنهم بعد خروجهم من عنده غير مسلمة كما لا يخفى .